image
Dubai
Lifestyle

by Sofia Brontvein

اعمل بجد، واستمتع أكثر: دبي ليست حكاية خرافية — إنها ساحة معركة

29 Oct 2025

Image: Midjourney x The Sandy Times

على إنستغرام، تبدو دبي كأنها مشهد حلم: حفلات يخوت في ساعة الغروب الذهبية، مسابح لا متناهية، ناطحات سحاب تلمع كأنها صُقِلت لموقع تصوير سينمائي. الجميع يحتسي الماتشا على شرفات تطل على الأفق.

لكن عندما تعيش هنا فعلاً، تكتشف شيئاً آخر. دبي ليست حكاية خرافية. إنها آلة. لا تنام أبداً، تنافسية، لا ترحم. لا تمنحك راحة. تدفعك لأن تطارد أكثر، وتندفع أسرع، وأن تعيد ابتكار نفسك يومياً.

وليس معنى ذلك أن المدينة «سيئة». إنها فقط مُتطلِّبة. لا يمكنك الاكتفاء بالمجاراة هنا. لكي تبقى في اللعبة — وليس حتى لتفوز بها — عليك أن تواصل التحسّن.

عاصمة الاحتراق الوظيفي

لم أرَ هذا العدد من الأشخاص المُنهَكين حدّ الاحتراق كما رأيته في دبي. ادخل أي مقهى أو مساحة عمل مشتركة عند الثامنة صباحاً وسترى ذلك: عيون محمرة، إسبرسو ثلاثي، أحاديث لا يحركها إلا الأدرينالين وخوف تفويت الفرص.

والأرقام تثبت أن الأمر ليس مجرد انطباع لدي:

  • تقرير حديث أظهر أن 89% من الناس في الإمارات يصفون أنفسهم بأنهم مُتوترون، مع 99% يبلّغون عن عرض واحد على الأقل من أعراض الاحتراق الوظيفي.
  • استطلاع آخر كشف أن 91% من الموظفين في الإمارات يعانون مستويات توتر متوسطة إلى عالية.
  • بين المهنيين مثل المعلمين، تُظهر الدراسات معدلات احتراق تتجاوز 70%.
  • كشف استطلاع لشركة Michael Page Middle East أن 36% من العاملين يجدون وظائفهم مُرهِقة و32% فكّروا في الاستقالة بسبب الضغط — فيما يقول ما يقرب من النصف إن عبء عملهم ارتفع بشكل حاد خلال العام الماضي.

دبي لا تشجّع العمل فحسب. بل تمجّده. لا تطلب توازناً. تطلب أداءً.

image

الصورة: Midjourney × The Sandy Times

معركتي الشخصية

بالنسبة لي، كان الاستقرار في دبي أشبه ببداية من جديد. صفحة بيضاء. يبدو الأمر شاعرياً، لكنه في الواقع كان مُخيفاً. أن تبني بيتاً جديداً. أن تطلق علامة إعلامية جديدة من الصفر. أن تثبت نفسك في مدينة لا تنتظر حتى تلتقط أنفاسك.

كل مقال، كل فعالية، كل بودكاست كان يبدو كخط جديد يُرسَم على الرمال: هذا أنا هنا. لكنه كان يبدو أيضاً كاختبار آخر قد أفشل فيه. قضيت أياماً أشعر فيها أنني أربح — تلتها ليالٍ أفكّر فيها: ماذا لو أفسدت كل هذا؟

تلك هي مفارقة دبي. تمنحك الفرص. وتجبرك على النمو. لكنها أيضاً تغرس ذلك الخوف في صدرك: أن خطأ واحداً قد يمحو كل ما بنيته.

الحسن والسيئ والتوازن

دبي مُبهِرة لأنها تُسَرِّع تقدّمك. تدفعك لتكون أكثر حدة، أسرع، أذكى. تلتقي بأشخاص يُلهمونك، ينافسونك، ويجرّونك إلى المستوى التالي.

لكن الكلفة حقيقية: توتر، الاحتراق الوظيفي، خوف من التخلّف عن الركب. الخط الفاصل بين تحسين الذات وتدمير الذات هنا رقيق كصفحة ورق.

وهذا يعني أن أصعب ما في العيش في دبي ليس المنافسة. بل أن تتعلّم كيف تبتعد. أن تتوقف. ألا تدع الآلة تبتلعك بالكامل.

image

الصورة: Midjourney × The Sandy Times

الحفاظ على سلامتك النفسية

هذا ما تعلّمته:

  • التوازن لا يأتيك في دبي — عليك أن تقاتل من أجله. المدينة لن تُبطئ وتيرتها من أجلك أبداً.
  • تحتاج إلى طقوس: صباحات بلا هاتف، عطلات نهاية أسبوع بلا بريد إلكتروني، ومشيات طويلة بلا أجندة.
  • تحتاج إلى أشخاص يذكّرونك بأنك أكثر من ملفك على لينكدإن.
  • تحتاج أن تسامح نفسك عندما لا تكون «على أتمّ جاهزية» طوال الوقت.

لأنه خلاف ذلك، ستنكسر. ليس بسبب الفشل — بل بسبب الإرهاق الناجم عن محاولة البقاء مثالياً.

الحكاية الخرافية الحقيقية

دبي ليست حكاية خرافية. ليست مدينة أحلام. إنها ساحة معركة. وربما يكون هذا هو المغزى.

إنها تدفعك إلى نسخة جديدة من نفسك. تُعلّمك أن تنمو أسرع، وتبني أقوى، وتعيش بعزم أكبر. وتُجبرك أيضاً على أن تُدرِك أن أحياناً أشجع ما يمكنك فعله هو أن تتوقّف. أن تقول لا. أن تتذكّر أنك إنسان.

الحكاية الخرافية ليست الأفق ولا اليخوت. الحكاية الخرافية هي أن تنجو في دبي — وأن تبقى نفسك خلال ذلك.