/twhtt_1cacf49ac1.jpg?size=335.32)
15 Aug 2025
“لا يتم قياس الدولة بحجم مساحتها على الخريطة. إنما يتم قياس الدولة بتراثها وثقافتها.” — الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
في ساحة جزيرة السعديات الشهيرة بأبوظبي، ترتفع خمسة أبراج أنيقة ذات شكل جناح من الأرض. مع حلول ديسمبر 2025، ستعلن هذه الأبراج عن الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مشروع استغرق أكثر من عقد لإتمامه، ليصبح القلب الثقافي والعاطفي للإمارات العربية المتحدة.
من هو الشيخ زايد؟
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (1918–2004) الرئيس المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبوظبي لأكثر من ثلاثة عقود. يُعتبر على نطاق واسع "أب الأمة"، وكان له دور حاسم في توحيد الإمارات السبع في اتحاد واحد عام 1971 — لحظة غيّرت منطقة الخليج وأعادت تشكيل الشرق الأوسط الحديث.
وُلد في أبوظبي في زمن من الشدائد، نَمَى الشيخ زايد ليصبح قائداً معروفاً بحكمته وتواضعه واحترامه العميق للتقاليد، إلى جانب رؤيته الجريئة للتقدم. استثمر بشكل كبير في التعليم والبنية التحتية والمحافظة على البيئة، واضعاً الأساس لدولة أصبحت بسرعة واحدة من أكثر المجتمعات تطوراً وشمولاً في العالم.
كان أسلوبه القيادي مستندا إلى التوافق والرحمة والحوار، وتستمر إرثه في توجيه قيم الإمارات اليوم.
من بين أقواله الخالدة تلك التي تجسد الفلسفة وراء المتحف الجديد — “من لا يعرف ماضيه لا يستطيع مُعالجة حاضره ومستقبله بشكلٍ أفضل.”
أنشأ أول متحف في العين في عام 1971، تلاه مؤسسة الثقافة في عام 1981 — مما وضع الأساس لنظام ثقافي وطني. اليوم، المتحف الذي يحمل اسمه يبني على هذا الإرث بأفق جديد من الغاية.
قصة وطنية
تم تصورها تكريماً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، متحف زايد الوطني هو أكثر من مجرد مبنى — إنه رمز معماري للأمة.
تم تصميمه من قبل المهندسين البريطانيين المرموقين فوســـــتر + وشركــــاه، يستلهم هيكل المتحف من الصقر، الطائر الذي يرتبط بالتقاليد والنبل الإماراتي.
الأجنحة الخمسة الشاهقة لا تمثل فقط ريش الصقر في حالة سكون، بل تخدم أيضًا غرضًا بيئيًا مبتكرًا. تعمل كمواسير حرارية شمسية، ترفع الهواء الساخن إلى الأعلى، مبرّدة القاعات أدناه عبر التهوية السلبية — مما يدمج الاستدامة الحديثة مع الحكمة القديمة. ينبثق أساس المتحف من كومة منحوتة من الأرض، مُستوحاة من المناظر الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمستوطنات القديمة التي ازدهرت هناك.
ووصف اللورد نورمان فوستر المشروع بأنه “التقاء بين الشعر والغاية، مستوحى من الماضي ولكنه ينظر بثبات إلى المستقبل.”
قصة تمتد ل 300,000 عام
داخل المتحف، تقدم رحلة غامرة عبر ست قاعات دائمة، تستكشف كل منها جانب مختلف من الحياة والهوية الإماراتية.
سيأخذ الزوار في المتحف في رحلة عبر ست قاعات دائمة، موزعة على مستويين وتسرد قصة الإمارات — من المجتمعات الصحراوية القديمة إلى ولادة الدولة الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف مساحة المعارض المؤقتة عروضاً منظّمة وشراكات دولية.
يستلهم المتحف مجموعته من الاكتشافات الأثرية والتبرعات الخاصة والقروض المؤسسية. تتضمن النقاط البارزة:
— لؤلؤة أبوظبي — واحدة من أقدم اللآلئ الطبيعية في العالم، توفر نظرة ثاقبة لتراث غوص اللؤلؤ في الخليج العربي
— المصحف الأزرق — مخطوطة رائعة تعتبر من أعظم الإنجازات في فن الخط الإسلامي
— إعادة إنشاء معلق ل قارب ماغان من العصر البرونزي — نتاج مشروع بحثي مشترك بين جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي
تستكشف المعروضات الرئيسية الأخرى لأكثر من 300,000 سنة من الاستيطان في المنطقة، تشتمل على أدوات العصر الحجري الجديد، وأقدم نظام فلج (نظام ري) معروف في العالم، ودلائل على تعدين النحاس في العصر البرونزي — شهادات على الابتكار والصلابة في مجتمعات الإمارات العربية المتحدة القديمة.
متجذرة في الإرث، مبنية للمستقبل
كما يلاحظ سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي:
"هذا المتحف أكثر من مكان للحفظ؛ إنه وعد للأجيال القادمة، منارة لهويتنا، ومساحة تروي قصتنا ليس فقط من خلال الأشياء، بل من خلال العاطفة والذاكرة والرؤية."
من خلال معارضه الغامرة، وأبحاثه الرائدة وبرامجه الشاملة، يدعم المتحف رؤية الشيخ زايد لمجتمع مؤسس على المعرفة والتسامح والاعتزاز بالهوية.
التعليم وإمكانية الوصول هما جوهر مهمته. سيتفاعل المتحف مع جماهير متنوعة - من الطلاب والعلماء إلى أصحاب الهمم، والمبدعين الشباب وكبار المواطنين - ليخلق مساحة للحوار بين الأجيال وبين الثقافات.
جوهرة ثقافية تاجية
يُعد متحف زايد الوطني ركيزة منطقة السعديات الثقافية، والتي عندما تكتمل ستُمثل واحدة من أعلى تركيزات المؤسسات الثقافية في أي مكان بالعالم.
بجانب اللوفر أبوظبي، ومعرض phénomène الفريق في أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي القادم ومتحف التاريخ الطبيعي، يُشكل جزءًا من مهمة أوسع لوضع أبوظبي كمفترق طرق حضاري عالمي.
أكثر من مجرد مجموعة ثابتة، تم تصوُّر المتحف كمنصة ديناميكية للتبادل الثقافي. سيدعم التعاونات الدولية، والمعارض الجوالة، والشراكات الأكاديمية، ممهدًا لربط السرديات العالمية مع الطابع المتميز للإمارات.
متى الزيارة
بينما لم يُعلن التاريخ الدقيق بعد، من المتوقع أن يتزامن الافتتاح مع اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة (2 ديسمبر) — تكريمًا مناسبًا للرجل الذي يجسد إرثه.
سيتم قريبًا إصدار معلومات عن التذاكر والوصول ومعاينة للبرامج العامة عبر الموقع الرسمي للمتحف.