/IMG_6869_fbed5bd9ab.jpeg?size=233.23)
by Alexandra Mansilla
الشيف أحمد حلاوة: “كل طبق يحمل قطعة من الوطن”
23 Oct 2025
الشيف أحمد حلاوة هو شيف فلسطيني يصف نفسه بأنه متخصص في الموائد الشامية الطويلة — وهذا بالضبط ما يُقيمه. يدعو الجميع للالتفاف حول المائدة وخوض تجربة المطبخ الفلسطيني (وبشكل أوسع، المطبخ الشامي). هدفه بسيط: أن يشارك التراث الطهوي الذي يحبه وأن يساعد الآخرين على الوقوع في حبه أيضاً. وجزء آخر من رسالته هو خلق أجواء يشعر فيها الجميع وكأنهم في بيتهم — خصوصاً في دبي، حيث يعيش كثيرون بعيداً عن عائلاتهم ويفتقدون ذلك الشعور بالانتماء.
لم يبدأ أحمد حلاوة مسيرته باستضافة الولائم على الفور. عمل أولاً في التسويق لمدة تسع سنوات. لكن بصراحة، كان واضحاً منذ البداية أن الطهي سيصبح شغف حياته. الجميع في عائلته كانوا يطبخون، يجربون وصفات، ويحبون استقبال الضيوف — هكذا تربى. والآن، هو أخيراً في المكان الذي ينتمي إليه: يُقيم ولائم لا تُنسى تجمع الناس معاً.
— أحمد، بالتأكيد سنتحدث عن الطعام اليوم، لكن أولاً، قبل أن تصبح شيفاً وتُكرّس حياتك لهذه الحرفة، عملت في التسويق لمدة تسع سنوات، صحيح؟
— نعم، مباشرة بعد الجامعة بدأت العمل في مجال الإعلانات. كانت تجربة فتحت عينيّ. تعلمت كيف أتواصل، وكيف أتعامل مع العملاء، وكيف أعمل مع الفرق الإبداعية لبناء الحملات وإطلاق المنتجات.
عملت في عدة وكالات متعددة الجنسيات، وكان ذلك خطوة كبيرة بالنسبة لي. منحني تعرّضاً لأسواق وقطاعات مختلفة. كنت جيداً فيما أفعل — لطالما كنت شخصاً اجتماعياً، وهذا ساعدني على النمو.
في عام 2016، انتقلت إلى دبي بعد أن تلقيت عرضاً من شركة محلية معروفة. بمجرد وصولي، وقعت في حب المدينة. إنها مُلهمة، تدفعك لتفعل المزيد، لتتخلّى عن عادات قديمة، ولتتأقلم مع إيقاعها. كان الانتقال سلساً؛ كان لدي أصدقاء هنا بالفعل، وسرعان ما عدت إلى مجال الإعلان والتسويق, مع عملاء جدد وتحديات جديدة.
بعد ثلاث سنوات، بدأت أستضيف عشاءات صغيرة في المنزل. لطالما أحببت جمع الناس، وبما أنني فلسطيني، شعرت بوجود فجوة في الطريقة التي نشارك بها طعامنا وثقافتنا. في تلك الفترة، ذهبت إلى نادي عشاء يسمى A Story of Food. كانت الشيف نيها ميشرا ودودة ومضيافة للغاية — كان عشاءً جميلاً.
هناك بدأت الأفكار تتكوّن. أردت أن أستضيف عشاءات فلسطينية. لم أكن أعرف إن كان عليّ القيام بها في البيت أم في مكان آخر، لكنني قررت... أن أبدأ فحسب. في عطلات نهاية الأسبوع فقط، مع الحفاظ على عملي، وأقضي كل وقتي الحر في فعل ما أحب. كان هدفي بسيطاً — أن أعرّف الناس على المطبخ الفلسطيني، وبشكل أوسع، المطبخ الشامي.
لذا بدأت أستضيف العشاء أيام السبت — عشاء واحد كل أسبوع — أقوم بكل شيء بنفسي: الطبخ، والتنظيف، والاستضافة. كان ذلك في أواخر 2019، بينما كنت ما زلت أعمل بدوام كامل كمدير في وكالة. كان الأمر مُنهكاً، لكنني لم أكترث. كان هناك شغف يشتعل بداخلي، وكانت تلك العشاءات تُغذّي أسبوعي بأكمله.
في ذلك الحين، لم تكن لدي الأنظمة أو الخبرة التي أملكها اليوم، لكنني واصلت السير. كان الناس داعمين جداً — حتى أن الأصدقاء فتحوا بيوتهم لأوّل أربعة عشاءات قبل أن يصبح مكاني جاهزاً. إيمانهم بما أقوم به منحني قوة كبيرة.
بحلول ديسمبر 2019، بدأت أخيراً أستضيف من منزلي الخاص. والآن، بعد خمس سنوات، من المدهش أن أنظر إلى الوراء وأرى إلى أي مدى وصل الأمر.
— حسناً، لنخُض الآن في أول نادي عشاء لك على الإطلاق. هل تتذكره؟ كم شخصاً حضر؟ من كانوا؟ ماذا طبخت؟ أخبرني بكل شيء من فضلك.
— كان العشاء الأول في بيت صديقي كيفن. لم يكن شيئاً كبيراً — ربما عشرة أشخاص بالمجمل. كان معظمهم أصدقاء، لكن كان هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين لا أعرفهم.
كنت ما زلت أكتشف كل شيء، أركض هنا وهناك لأتأكد أن كل شيء يسير بسلاسة. لم يكن لدي الهدوء أو الثقة اللذان أملكهما الآن. هذه الأيام، أستطيع أن أستضيف مائدة لثلاثين شخصاً وما زلت آخذ قيلولة بعد الظهر — قيلولة حقيقية! في ذلك الوقت، كنت متوتراً لكن متحمساً جداً.
طبختُ عدة أطباق ما زالت على قائمتي حتى اليوم — مثل لفائف المسخن، وهو طبق فلسطيني كلاسيكي، وفتّة باذنجان، وهو طبق باذنجان مع صلصة الطماطم والطحينة واللبن الزبادي. كما حضرتُ المقلوبة تلك الليلة — الطبق الذي تقلبه رأساً على عقب قبل التقديم. بعض الناس يحضرونه بالباذنجان، وآخرون بالقرنبيط، ويمكن أن يُحضّر بالدجاج أو بلحم الضأن. أحب الاثنين، لكنني غالباً ما أختار نسخة الباذنجان مع لحم الضأن.
— لماذا اخترت تلك الأطباق لعشائك الأول؟
— لطالما أحببتها. وأيضاً، هذه الأطباق تمثلنا حقاً؛ شيئٌ مصنوع بزيت الزيتون، الذي كما تعلم، قريب جداً إلى قلوبنا في فلسطين. زيت الزيتون جزء أساسي من هويتنا، ويظهر في الكثير من الأطباق التي أطبخها.
منذ كنا صغاراً، كنا دائماً نقطف الزيتون خلال موسم الحصاد. كان والدي يأخذنا للمساعدة — حتى عندما كنا صغاراً جداً. هذا شيء سأورثه بالتأكيد لأطفالي يوماً ما — أن يعيشوا حصاد الزيتون ويشعرون بذلك الارتباط.
فتّة باذنجان ولفائف المسخن
— لو نظرنا إلى الوراء، ما بعض الأخطاء التي وقعتَ فيها في البدايات؟
— في الحقيقة، أتذكر أنني لم أقدّم حلويات في أول عشاء! واحدة من صديقاتي عاتبتني كثيرًا على ذلك — قالت لي: “كيف ما يكون في حلويات؟” فضحكت وقلت لها: “المرة الجاية، أوعدك.” لذا، عدم وجود حلوى في القائمة — كان خطأ كبيرًا!
أو ربما لم أُزيّن الطاولة بما فيه الكفاية. كانت جميلة لكنها بسيطة — التركيز كان كله على الأكل، وليس على التجهيز. ومع ذلك، لم يهتم أحد غيري. الضيوف كانوا سعداء.
ذلك العشاء الأول أعطاني شعورًا رائعًا. قلت لنفسي: حسنًا، أستطيع أن أفعل هذا مجددًا. فاستضفت الأسبوع الذي يليه، ثم الذي بعده، وهكذا — حتى أواخر مارس 2020.
— جاءت جائحة كوفيد، واضطررت للتوقف عن الاستضافة.
— نعم. لم نتمكن من استقبال الناس، لذا بدأت أقدّم خدمة التوصيل بدلًا من ذلك — لفّات المسخّن وفتّة باذنجان، بأحجام وبِرزم مختلفة. كنت أفعل كل شيء بنفسي: الطبخ، والتغليف، وحتى التوصيل. كنت أعيش وحدي، وما زلت أعمل بدوام كامل، واللابتوب مفتوح في المطبخ بينما أطبخ وأرد على المكالمات. استمريت على هذا الحال نحو ثلاثة أشهر حتى رُفعت القيود — ثم عدت للاستضافة من جديد.
أول عشاء كان في الصيف. حافظنا على العدد قليلًا — عشرة أو اثنا عشر ضيفًا بدل ستة عشر، والتزمنا بالقواعد وحافظنا على التباعد — لكن كان شعور العودة رائعًا.
ثم، في فبراير 2021، استيقظت صباحًا وقررت أن الوقت قد حان. ذهبت إلى المكتب، وكتبت رسالة استقالة سريعة وأرسلتها. كان شعورًا مُحرِّرًا. للمرة الأولى، شعرت أنني أملك زمام أسبوعي. قلت لنفسي: ما أسوأ ما قد يحدث؟ إن نجح الأمر، فهذا رائع؛ وإن لم ينجح، يمكنني دائمًا العودة إلى حياة الشركات.
اتخذت تلك القفزة الإيمانية، لكن ليس بعشوائية. كان لديّ شيء يعمل بالفعل. دائمًا أقول للناس: لا تستقيل من عملك قبل أن تعرف ماذا تبني. ابدأ أولًا، دعه ينمو، اختبره، وانظر إن كان بوسعه أن يعيلك. عندما تتأكد، عندها خذ الخطوة التالية.
— رائع. عندما خطرت لك فكرة جمع الناس حول طاولة طويلة واحدة، كان هدفك خلق تواصل. لكن كان هناك هدف آخر وهو أن تمنح الناس إحساس البيت، صحيح؟ خصوصًا في دبي، كونها بوتقة ثقافية كبيرة تضم الكثير من الوافدين.
— صحيح، دبي بوتقة حقيقية للثقافات. الناس هنا يأتون من كل مكان، وكثير منهم يفتقدون الوطن، كما كنت أنا. كلنا نحتاج للوطن، وكلنا نفتقده، سواء قلنا ذلك صراحة أم لا. أحيانًا نحتاج فقط أن نجتمع، أن نتشارك المكان والقصص، لنشعر بذلك الانتماء.
لذا كنت أريد أن أخلق مساحة يمكنهم فيها أن يجتمعوا، يشاركوا وجبة، يتحدثوا مع غرباء، ويغادروا كأصدقاء. هذا ما يجلب لي الفرح حقًا: التواصل. لطالما كنت شخصًا يربط بين الناس، حتى وأنا طفل. إذا عرفت شخصًا يمكن أن يُلهم أو يساعد شخصًا آخر، كنت أعرّفهما على بعض لأرى ما قد يحدث. أحيانًا ينتج عن ذلك شيء، وأحيانًا لا، لكن ذلك الجهد، وتلك النية، تعنيان لي الكثير.
كما أردت نشر الوعي بالمطبخ الفلسطيني، وأصول أطباقنا، وما الذي تمثّله. الأمر كله يتعلق بجمع الناس عبر الطعام. شعرت أن كل شيء اصطفّ بشكل طبيعي، فوز-فوز.
هذا هو جوهر عشاءاتي: أن يأتي الناس بعقول منفتحة وطاقة جميلة، مستعدين لملاقاة الآخرين والاستمتاع بأمسية رائعة. أصطحب ضيوفي عبر كل طبق. أتحدث عن المكونات، ومن أين أستوردها، والقصص التي تقف خلفها. أنا منفتح جدًا بشأن وصفاتي، وكيف ظهرت، ومن ألهمها — أمي، أبي، جدتي، وأعمامي. كل طبق يحمل قطعة من البيت.
— خذنا قليلًا خلف الكواليس. قبل السَبَر كلَب، متى تبدأ بالطبخ — ومَن يساعدك؟
— لدي فريق جميل. فريقنا الأساسي أربعة أشخاص، ثم أستعين بمساعدة إضافية حسب الفعالية.
عادةً أقوم أنا بالتسوّق يوم العشاء نفسه. يعتمد الأمر على القائمة — إن كان هناك شيء يحتاج إلى تحضير طويل، ننجز جزءًا من التسوّق وبعض التحضيرات في اليوم السابق. لكن معظم العمل يحدث في اليوم نفسه — منتجات طازجة، وكل شيء طازج.
نبدأ مبكرًا، حوالي الثامنة أو التاسعة صباحًا، ويصبح اليوم كله مكرّسًا لذلك. عندما يصل الضيوف نكون قد عملنا لساعات — وهذا جزء من السحر. كل شيء طازج، وكل شيء يكتمل في الوقت المناسب.
— ولمن لم يحضر تجمعاتك من قبل، هل تشاركنا بعض أطباقك المميزة؟
— بالتأكيد! أظن أنني معروف بمقلوبتي — طبق الأرز الشهير المقلوب — وكذلك بكنافتي.
وما زالت لفّات المسخّن من المفضلات القوية في القائمة أيضًا. ومؤخرًا بدأت أجرّب قليلًا — أُدخل أطباقًا جديدة مثل الحمص مع لحم البط. ليس تقليديًا تمامًا، لكنه يعمل بشكل رائع. أنا ألعب وأجرّب في المطبخ، أبتكر وصفات جديدة وأرى ما الذي يلامس الناس.
/229_e6f5de1b50.jpeg?size=321.13)
كنافة
— ذكرت مرة أنك قابلت أشخاصًا ممتعين كثيرًا على طاولتك. نريد قصصًا!
— قصص لا تُحصى — فعلًا، لا تُحصى. خلال السنوات الخمس والنصف الماضية فتحت بيتي لكثير من الناس!
أتذكر أنني استضفت مرة زوجين يابانيين — كانا أكبر سنًا ويعيشان في أستراليا، وجاءا لزيارة ابنهما وزوجته هنا في دبي. في رحلتهما شاهدا فيلمًا قصيرًا عني — فيديو مدته تسع دقائق بالتعاون مع دبي للسياحة وهيئة الثقافة — وقررا أن يأتيا على العشاء. كانا لطيفين ودودين للغاية — كالأجداد فعلًا. قضينا أمسية جميلة معًا. لحظات كهذه هي ما يجعل كل ذلك مميزًا للغاية.
وأيضًا خلال كأس العالم، عندما كنت ما زلت في بيتي القديم، كنت أستضيف تجمعات مفتوحة كل ليلة. نصبت شاشة كبيرة في الحديقة، وجلبت مقاعد وأكياس جلوس، وقدّمت قائمة بسيطة — برغر وكنافة.
في إحدى الأمسيات، جاءت سيدة إماراتية وهي تحمل قدورًا كبيرة من القهوة والشاي تكفي لخمسين شخصًا. أحضرت حلويات منزلية وتمرًا، كأنها ذاهبة لزيارة صديقة قديمة. كان ذلك من ألطف ما يكون. كانت دافئة جدًا، مثل أم حقيقية! هي وصديقاتها ملأن المكان بطاقة جميلة.
— بالمناسبة، ما الطبق الذي تربطه أكثر بأمك؟ وعندما تطبخ لعشاءاتك، هل تُهدي لها طبقًا أحيانًا؟
— نعم، عادةً أطهو طبقين غالبًا ما يُطهَيان معًا — دجاجًا محشيًا بالأرز واللحم المفروم، وملوخية ناعمة مطهوة على الطريقة المصرية نوعًا ما.
نعم، هذان الطبقان يمثلان أمي جدًا. وهي تتقنهما للغاية. كلما طبختُهما أقول دائمًا: “هكذا تعدّهما أمي.”
— دعنا نعود إلى بيت طفولتك للحظة — المكان الذي كان الجميع يطبخ فيه دائمًا. ما الروائح التي تخطر ببالك عندما تفكر فيه؟
— الكيك. أستطيع القول إن أمي تصنع أفضل كيك بالأناناس. يفيض بالقطر والنكهة، طريّ وحلو بالطريقة المثالية. لا يُنسى.
— حسنًا، أحمد، هل من خطط؟
— سأقولها بهذه الطريقة: هناك مطعم يلوح في الأفق، لكن لن أفصح عن الكثير الآن — سأكشف المزيد عندما يحين الوقت!
/e9efff47_7a15_43de_983c_493c6061c7d1_4011e01f4a.jpeg?size=106.3)
/DSC_00150_17810601f6.jpeg?size=242.66)
/IMG_5954_97f5ca6f09.jpeg?size=278.93)
/chefhalawa_1578388342_2216004491778981411_18667823024_603651a8db.jpg?size=247.32)
/chefhalawa_1585419869_2274989214441791263_18667823024_c61c35dac1.jpg?size=398.38)
/chefhalawa_1598263197_2382726853860733230_18667823024_99187d5fdd.jpg?size=321.22)
/DSC_09984_62c406a2b5.jpeg?size=391.24)
/IMG_5935_718d7d3519.jpeg?size=265.17)
/DSC_09994_43c361af5b.jpeg?size=302.4)
/medium_image_657_a465af6453.png?size=844.03)
/medium_image00002_kopiya_4cca4daa3f.jpeg?size=21.5)
/medium_credits_Julian_Velasquez3_29c010e340.jpg?size=43.43)
/medium_processed_59_E2549_F_C451_4050_8_B5_C_8_DC_16_E9_C35_B2_ed87aaf478.jpeg?size=38.7)
/medium_Copy_of_by_Huda_Amin_wheretheworldstops_10a3097647.jpg?size=32.18)
/medium_Airbrush_image_extender_c80ea0915d.jpeg?size=18.02)