/clay_banks_f_QC_9oc_Deg2c_unsplash_1_718bec0a0c.jpg?size=353.99)
by Christelle EL-Daher
قواعد العمل عن بُعد غير المعلنة
24 Oct 2025
مع صعود اقتصاد العاملين المستقلين، أصبح العمل عن بُعد هو القاعدة لملايين حول العالم. تُنجَز المهام عبر البريد الإلكتروني والمكالمات، فيما يظل الزملاء غالبًا مجرد غرباء خلف الشاشة. في هذا المشهد الجديد، يبرز السؤال: كيف يمكننا أن نقدّم أفضل صورة مهنية لنا ونحن نعمل من راحة منازلنا؟
وبصفتي مستقلةً، فإن الإجابة عن هذا السؤال أساسية. خذوا على سبيل المثال The Sandy Times. لقد كنتُ كاتبةً مساهمةً لما يقارب العام والنصف، وكل تواصلنا يتم عبر الإنترنت. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الأسلوب «المحدود» من التفاعل، ننجح في إبقاء الأمور تسير ونحقق الكثير. لا بد أننا نفعل شيئًا صحيحًا. ومع ذلك، راودني تساؤل: هل نمتلك فعلًا آدابًا رقمية جيدة أم أننا ببساطة ننقر ونمضي؟ وللمعرفة، لجأتُ إلى الشخص الوحيد الذي أثق بخبرته في هذا الموضوع: نادين داهر.
لمن لا يعرفها، تُعدّ داهر خبيرة مرموقة في الإتيكيت والبروتوكول على مستوى المنطقة العربية، وتشمل قائمة عملائها سياسيين ورؤساء تنفيذيين وشخصيات تلفزيونية. تؤمن بأن الإتيكيت أساسي للتعامل بثقة واتزان في أي بيئة. التقيت نادين لأول مرة خلال تدريب في عام 2023، ومنذ ذلك الحين ظلّ تعريفها للإتيكيت حاضرًا في ذهني: «إنه قائم على المبادئ والآداب، وتُعدّ الاحترام والصدق والمراعاة أعمدته الأساسية». وانطلاقًا من ذلك، طرحت سؤالي الأول:
— في عالم باتت فيه الكثير من الانطباعات الأولى تُصنع عبر الإنترنت، ما هي قواعد «الانطباع الأول الرقمي» الجديدة التي ينبغي أن نعرفها؟
— تقليديًا، كانت اللقاءات الأولى تتم وجهًا لوجه. اليوم، تحدث في الغالب عبر الإنترنت، إمّا مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. في سياق مباشر، أقصد المكالمات المرئية والاجتماعات الإلكترونية. وبشكل غير مباشر، أعني موقع الشخص الإلكتروني، أو ملفه التعريفي، أو المحتوى المنشور، أو أي معلومات تُشارك في الفضاء الرقمي. رغم تغيّر الوسيط، ما تزال «القواعد القديمة» سارية؛ لكنها تُنقَل بشكل مختلف. يجب أن يستند كل فعل وكل تواصل إلى الاحترام والمراعاة، وألا تُهمل أي تفصيلة. عليك دائمًا أن تعكس الانطباع نفسه الذي تعكسه حضوريًا. وأخيرًا، أنصح بشدة بتجنّب نشر أي شيء على الإنترنت قد يسيء إلى صورتك الشخصية أو المهنية.
— إذًا، هل لا يزال مهمًا أن «نتأنّق» للاجتماعات الافتراضية؟
— بالتأكيد. حتى في اجتماع افتراضي، ينبغي أن تكون مرتديًا اللباس كاملاً من الرأس حتى أخمص القدمين ومعتنيًا بمظهرك على أكمل وجه. إضافةً إلى ذلك، لا ينبغي إغفال المساحة من حولك. فخلفيتك لا تقل أهمية عن حضورك.
— ماذا لو قاطعني أحد أفراد العائلة؟ كيف أتعامل مع الموقف؟
— ينبغي أن تعمل بشكل استباقي على منع حدوث ذلك. أخبر كل من في المنزل بأنك ستكون في اجتماع واطلب منهم عدم إزعاجك. وإذا وقع اضطراب غير متوقّع — سواء من الأطفال أو الحيوانات الأليفة أو أحد أفراد العائلة الذي نسي — فاعتذر بلطف وتعامل معه بسرعة، ما يقلّل أثره على الاجتماع.
— لننتقل إلى التواصل الكتابي. مع انتشار Slack وTeams ومجموعات واتساب الخاصة بالعمل، كيف تغيّرت التوقّعات فيما يتعلق بالنبرة وزمن الرد؟
— صحيح أن نبرة الرسمية قد ارتخت مع تطبيقات المراسلة. ومع ذلك، لا ينبغي تجاوز حدود الاحترام أبدًا. قلّل استخدام الرموز التعبيرية، وردّ بمستوى مناسب من المهنية، واستخدم الاختصارات المتعارف عليها عالميًا، وابتعد عن مشاركة المحتوى الذي قد يكون حساسًا ثقافيًا أو يثير نقاشات لا داعي لها. وامتنع كذلك عن المزاح على حساب الآخرين أو إطلاق تعليقات سلبية بحق أي شخص. أمّا بخصوص زمن الرد، فاستهدف من ساعتين إلى ثلاث ساعات، أو ضمن ساعات العمل المعتادة.
— وماذا عن وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل من المقبول متابعة الزملاء؟
— لا أشجّع الناس على متابعة زملائهم أو مدرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، إن اخترت فعل ذلك، فاطلب الإذن دائمًا قبل إرسال طلب المتابعة. وإذا تم قبوله، فلا تُعلّق على كل منشور، خصوصًا تلك ذات الطابع الشخصي أو العائلي. وإذا كان الحساب خاصًا، فاحترم خصوصيتهم ولا تتطفّل منذ البداية.
— هل تعتقد أن الإتيكيت في العصر الرقمي يتطور بسرعة تفوق قدرة القواعد «التقليدية» على مواكبته؟
— يتطور الإتيكيت بسرعة، بما يعكس وتيرة التغيّر المجتمعي. ومع استمرار التكنولوجيا في التقدّم السريع، يتكيّف الإتيكيت استجابةً لذلك، بما يصوغ أعرافاً جديدة لسياقات ناشئة. البقاء على اطّلاع أمر أساسي، وتطبيق الإتيكيت السليم يساعد على تنمية علاقات أقوى، مهنياً واجتماعياً.
— أخيراً، ما هي القواعد الثلاث التي ينبغي أن نضعها دوماً في الحسبان؟
— أعود دائماً إلى الأساسيات. أولاً، كُن محترماً في طريقة حديثك، وكيفية تقديم نفسك، والصورة التي تعكسها. ثانياً، كُن مُراعياً للآخرين بإخلاص. ثالثاً، ابقَ صادقاً في جميع تعاملاتك. هذه المبادئ هي أساس حسن الخلق، وهي ما يجعل المرء أنيقاً في نهاية المطاف.
حسناً، يبدو أننا في The Sandy Times نمارس إتيكيتاً رقمياً جيداً! ومع ذلك، فإن أكثر ما لفت انتباهي بعد هذه المناقشة هو أنه، رغم اختلاف جنسياتنا وخلفياتنا الاجتماعية وأنماط حياتنا الحالية، فقد اتفقنا بطريقة ما على ميثاق غير مُعلن للسلوك الرقمي. لذا تساءلت: هل بات الإتيكيت أكثر توحيداً وعالمية؟ قد يقول بعضهم نعم، بينما قد يختلف آخرون. والإجابة الكاملة حكاية لمقال آخر ويوم آخر.
/snapins_ai_3187233741549732610_83affc9a99.jpg?size=106.59)
/snapins_ai_3187233741633506879_9abb465863.jpg?size=117.38)
/snapins_ai_3187233741616942441_26afcea074.jpg?size=96.96)
/giulia_squillace_D_Lh_V_Rku2br_Y_unsplash_1_56f9b827bd.jpg?size=288.37)
/brett_jordan_LP_Zy4da9a_Ro_unsplash_1_ae0546f8fa.jpg?size=431.8)
/medium_0_3a20c95132.jpg?size=74.96)
/medium_4_12a8cd9b63.jpg?size=71.41)
/medium_fulvio_ciccolo_t_SZO_3q_Hh_CM_0_unsplash_6853067874.jpg?size=51.6)
/medium_7_P4_A4077_08de409984.jpg?size=80.59)
/medium_getty_images_4orf98_Dd_S_Ps_unsplash_e6d0da01f7.jpg?size=60.26)
/medium_Frame_270989713_420e12e410.png?size=88.73)