image
Lifestyle
Interview

by Barbara Yakimchuk

كيف تتحدث ليصغوا إليك: دانا الحنبلي حول قوة تقديم الذات

31 Oct 2025

إذا كنت تعتقد أن تقديم الذات والتحدث أمام الجمهور من الأشياء التي يمكنك الاستغناء عنها — فأنت محق تمامًا! ومع ذلك، مررنا جميعًا بتلك اللحظة: تقف إلى جانب زملائك وأنت تعرض نتائج الشهر، أو تلقي تقريرًا في الميكروفون أمام مئة زوج من العيون، أو ببساطة ترفع نخبًا في حفل زفاف. ودعني أخمّن — كان الأمر صعبًا، أليس كذلك؟

إذا بدت لك تلك الدقائق العشر أو الخمس عشرة أقرب إلى العذاب — مع تسارع ضربات قلبك وتعرّق راحتيك قليلًا — فهذا المقال لك. ليس بوصفه حبة سحرية تشفي توترك عند التحدث أمام الجمهور، بل كدليل عملي يساعدك على دخول هذا العالم الآسر بثقة.

من هي Dana Alhanbali؟

قبل أن نغوص في أسئلة التحدث أمام الجمهور، دعنا نأخذ خطوة سريعة إلى الوراء ونرى مع من نتحدث اليوم. باختصار، Dana Alhanbali هي استراتيجية، وروائية قصصية، ومتحدثة كويتية يقع عملها عند تقاطع الأعمال والثقافة والإبداع — خلفية قوية بما يكفي لتستحق بحد ذاتها بعض الأسئلة.

— لقد انخرطتِ في التحدث أمام الجمهور منذ فترة — هل يمكنكِ أن تخبريني عن أول تجربة لكِ؟

— بدأت رحلتي مع التحدث منذ أن كنت طفلة. كنت أمثل في المسرح، لذا كنت دائمًا على الخشبة وأشعر بالراحة في تقمّص شخصية وتقديم أداء. ذلك الامتداد جاء طبيعيًا في حياتي المهنية. عملتُ في مجال الاتصالات لأكثر من 16 عامًا، وكان العرض والتقديم دائمًا المجال الذي أتألق فيه. بالنسبة لي، الأمر يتعلق بأخذ فكرة — أو حتى شخصية — وتجسيدها وإحيائها أمام الجمهور.

— أعلم أنكِ تحدثتِ في TED — يبدو ذلك مذهلًا. هل يمكنكِ أن تخبريني عن تلك التجربة؟

— كان الحديث في TED حلمًا يراودني دائمًا. أحببت الفكرة وغالبًا ما تخيلتُ ما الذي سأتحدث عنه يومًا ما. ثم رشحني أحدهم لأكون متحدثة في TEDx في الكويت — مسقط رأسي — وقد حدث ذلك أخيرًا.

جاءت المحاضرة بعد فترة قصيرة من إطلاق بودكاستي، وهو ما فتح الباب لفرص جديدة. بدأتُ بإدارة جلسات حوارية والتحدث في فعاليات، وبدأ اسمي يتردد على نطاق أوسع في ذلك المجال.

تمحورت محاضرتي في TED حول فكرة النمو — ليس كوجهة نهائية، بل كخيار واعٍ. وكانت الجملة الختامية التي لاقت أكبر صدى تدور حول التصالح مع النسخة من نفسك التي لم تلتقِ بها بعد. ولا يزال هذا المعنى يوجّه سردي القصصي حتى اليوم — في العمل وفي التحدث أمام الجمهور على حد سواء، لا أتحدث عمّن كنت؛ بل أقدّم النسخة التي تطوّرتُ إليها.

— سؤال أخير — بودكاستكِ. كيف وُلدت الفكرة؟

— بعد بيع شركتي الأولى، مررتُ بحالة احتراق وظيفي وشعرتُ بثقل ضغط ريادة الأعمال. في ذلك الوقت، كان الحديث عن إدارة عملك الخاص مُلمَّعًا للغاية — كله حرية ومرونة وأن تكون رئيس نفسك. لكن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير.

أردتُ أن أخلق مساحة صادقة للحديث عن التحديات — الدروس التي تمنّيت لو شاركني أحد بها بينما كنت أبني مشروعي. ريادة الأعمال ليست سيئة، لكنها ليست وردية بالكامل أيضًا. هدفي كان أن أجعل تلك الدروس في متناول الآخرين وأساعدهم على خوض الطريق نفسه بوضوح وصدق أكبر.

image
image
image

نصائح للتحدث أمام الجمهور بثقة

لا بد أنك مررت بذلك مرة واحدة على الأقل — ميكروفون أمامك وشاشة تتوهّج خلفك. لكن دعنا نخفف ذلك القلق. كيف تستعد لخطاب؟ هل ينبغي أن تتدرّب؟ وماذا لو حدث خلل ما؟ لنفصّل الأمر.

— لنتخيل أنني أستعد لخطاب عام. من أين أبدأ؟

— قبل أن تكتب سطرًا واحدًا، أهم ما في الأمر هو فهم السياق — ما موضوع الفعالية، ومن هو الجمهور، وما الرسالة التي تريدهم أن يغادروها وهم يحملونها. وفهم ذلك لا يعني تفصيل كل كلمة على قياس الحدث، لكنه يساعدك على صياغة قصة تُلامسهم. أنت لا تكتب مذكراتك — أنت تصوغ سردًا هادفًا.

بعد أن توضّح السياق، ابدأ بسؤال نفسك سؤالًا موجّهًا. في محاضرتي على TED، سألتُ: «ماذا يعني النمو بالنسبة لي؟» هذا السؤال منح حديثي تركيزًا واتجاهًا.

شخصيًا، عندما أستعد لخطاب، أحب أن أكتبه كاملًا — رغم أن العمل انطلاقًا من نقاط رئيسية قد يكون فعّالًا بالقدر نفسه. ما يهم حقًا هو ما يأتي بعد الكتابة: قراءة مسودتك بصوت عالٍ أو تسجيلها. سماعك لنفسك يساعدك على ملاحظة ما يتدفق بطبيعية وما لا يتدفق. تعلّم تحرير نفسك بنفسك من أثمن المهارات التي يمكن لأي متحدث أن يطوّرها.

— هل هناك بنية مفضلة أو طول مثالي للخطاب الجيد؟

— هذا يعتمد حقًا على الفعالية. إذا كان حديثك يتضمن عناصر بصرية أو شرائح، غالبًا ما يمكنك الحفاظ على انتباه الجمهور لمدة أطول، ومع ذلك أنصح بأن تستهدف 20 إلى 30 دقيقة كحد أقصى.

أما للمبتدئين، فالأفضل أن تكون موجزًا — فخطاب مركز من 5 إلى 10 دقائق يساعد على صقل الإلقاء والانضباط معًا. ومع ذلك، إذا كانت قصتك تملك إيقاعًا عاطفيًا وعمقًا حقيقيين، يمكنك إبقاء الناس منخرطين لفترة أطول بكثير. في النهاية، السرد — لا الزمن — هو ما يشد انتباه الجمهور.

— ماذا أفعل قبيل الصعود إلى المسرح؟ كيف نتدرّب بالشكل الصحيح؟

أولًا، إن أمكن، تمرّن على الخشبة الفعلية — ولو لوقت قصير — لتألف المكان والصوت وطريقة تحرّكك.

ثانيًا، ثبّت نفسك جسديًا. اختر إعداد الميكروفون الذي يناسبك — مشبكًا مُثبتًا بالملابس إذا كنت تكثر من الإيماءات (وهذا غالبًا خياري)، أو يدويًا إذا كنت جديدًا في التحدث وتحتاج إلى شيء يساعدك على الشعور بالثبات.

ثالثًا، درّب صوتك. تنفّس بثبات وأخرج صوتك من الحجاب الحاجز — يجب أن يبدو طبيعيًا وقويًا، لا مُفتعلًا أبدًا. هناك الكثير من مقاطع التدريب الصوتي القصيرة على يوتيوب وتستحق أن تتمرّن معها.

أخيرًا، كن واعيًا بلغة جسدك. تجنّب المشي ذهابًا وإيابًا أو تشبيك ذراعيك، فذلك يشتت الجمهور. استخدم الوقفات عن قصد؛ فهي تمنح كلماتك الإيقاع والثقة.

نصيحة صغيرة أخرى أستخدمها قبل الصعود إلى المسرح هي أن آخذ بضع دقائق هادئة لأتماسك — أحيانًا أقول دعاءً قصيرًا أو آخذ أنفاسًا بطيئة. وقد أتصل بصديق وأقول: «أنا على وشك الصعود إلى المسرح — حمّسني!» خلال 30 ثانية يعطيني بالضبط دفعة الطاقة التي أحتاجها.

— ماذا لو حدث خطأ على المسرح — مثل نسيان سطر أو مشكلة تقنية؟

أولًا، تذكّر أنه لا أحد يعرف نصك سواك. إذا نسيت سطرًا، توقّف قليلًا — قد يبدو ذلك الصمت وكأنه مقصود.

إذا حدث شيء خاطئ فعلًا، ابتسم، خذ نفسًا، وواصِل. وإذا شعرت بتوتر شديد، جرّب حيلة بسيطة: أمسك شيئًا غير ملفت للانتباه في يدك — ميكروفونًا، قلمًا، أو حتى كرة ضغط. فهذا يساعدك على الثبات وتهدئة أعصابك.

— هل من المقبول استخدام شاشة أثناء خطابك؟

بالنسبة لي، لا أمانعها، لكنني لا أنصح بالاعتماد عليها إذا كانت هذه أول مرة تتحدث فيها أمام جمهور. عندما تعتمد كثيرًا على الشاشة، تفقد ذلك التواصل الطبيعي مع جمهورك.

حتى إن لم يكن إلقاؤك حرفيًا ومثاليًا، فإن الخطاب الصادق والعفوي يكون دائمًا أوقع من خطاب يبدو وكأنه مقروء. إذا أردت إبقاء شاشة قريبة كمرجع، فلا بأس — لكن استخدمها كشبكة أمان، لا كعكّاز.

— كيف أُسخّن صوتي قبل التحدّث لتجنّب نبرة مرتجفة؟

ما زلت أشعر بالتوتر قبل الصعود إلى المسرح، وأحيانًا يرتجف صوتي — خاصةً عندما أتحدث عن شيء عاطفي أو ذو معنى. وهذا أمر طبيعي تمامًا. بل إن الصوت المرتجف قد يجعل رسالتك أكثر إنسانية.

ومع الخبرة، لن يختفي التوتر تمامًا، لكنه يصبح أسهل في التحكّم. بدلًا من محاولة الظهور بمظهر مثالي، ركّز على إيصال رسالتك بوضوح. وتذكّر — التنفّس هو كل شيء. تعلّم متى تتوقّف لوهلة وتأخذ نفسًا عميقًا. انتبه لإيقاعك أنت لا لردود فعل الجمهور. أنت من يحدّد النبرة والإيقاع. وإذا كان تنفّسك متوازنًا، فسيتدفّق حديثك بشكل طبيعي.

— ما أفضل وأسوأ ما يمكن أن تفعله قبل الخطاب أو أثناءه؟

— أفضل ما يمكنك فعله هو الصدق. إذا كنت متوترًا، أطلق مزحة خفيفة أو اعترف بذلك — فهذا يخفّف التوتّر فورًا ويقرّبك من الناس. الجمهور يقدّر الأصالة.

أسوأ ما يمكنك فعله هو الاستسلام في منتصف الطريق. لا تنفعل ولا تُفرِط في الاعتذار؛ فالناس يمنحونك وقتهم، ويريدون أن يروا أنك تُكمل. الأخطاء تحدث للجميع — حتى لأكثر المتحدثين خبرةً.

— كيف يجب أن يبدأ وينتهي الخطاب بشكل فعّال؟

— ابدأ دائمًا بـ افتتاحية جذّابة — شيء يجعل الناس يرغبون في الاستمرار بالاستماع. قد تكون سؤالًا، حقيقة مفاجِئة، أو حتى نكتة في وقتها المناسب. على سبيل المثال، بدأت محاضرتي على منصة TED بالسؤال “ماذا لو لم يكن النمو متعلقًا بالهدف؟” ويمكنك أن تبدأ بإحصائية لافتة — مثلًا، “98% من تمويل صحة المرأة يذهب للتكاثر، لا لصحة الهرمونات.”

وتجنّب أيضًا البدء بطريقة رسمية جدًا بعبارات مثل “مرحبًا، اسمي... واليوم سأتحدث عن...” — فهذا يهبط بالطاقة فورًا.

تقديم الذات وكيفية إتقانه

تقديم الذات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخطابة، وإن كان يختلف عنها قليلًا في طبيعته. في الواقع، نصادفه كثيرًا أكثر من الأحاديث الرسمية. فكيف توازن بين الأمرين وتترك انطباعًا واثقًا وصادقًا؟

كيف يمكن لشخص أن يعرّف بنفسه بوضوح وثقة من دون إغراق الآخرين بمعلومات زائدة؟

— تقديم نفسك بإيجاز ومهارة من أهم مهارات الحياة التي يمكن لأي شخص تعلّمها. بل خصّصت لها حلقة كاملة من البودكاست بعنوان “Life Is a Pitch.” المفتاح هو التواضع. اجعلها مختصرة وركّز على ما سيجده الطرف الآخر ذا قيمة، لا على ما تراه أنت الأكثر إبهارًا.

على سبيل المثال، عندما أتحدث إلى جمهور الشركات أو المهتمين بالأعمال، أقدّم نفسي بخبرتي كخبير في الاستراتيجية والتواصل. وعندما أتحدث إلى المبدعين، أقدّم نفسي كسارد قصص وكاتب سيناريو. كل ذلك صحيح — لكن ليس على الجميع أن يسمع كل شيء عني، ولا الجميع يرغب بذلك. يتغيّر التركيز بحسب من يقف أمامك، وهذا أمر طبيعي تمامًا.

وأمرٌ آخر — تخلَّ عن الأنا. لا شيء أكثر نفورًا من شخص يتصرّف وكأنه لا يُستغنى عنه. أذكّر نفسي دائمًا أنه عندما ألتقي شخصًا جديدًا، لا أفترض أنه يهتمّ بي — بل أفترض العكس. هذه الذهنية تُبقيني متّزنًا ومتواضعًا. الثقة صحّية؛ أما الغرور فليس كذلك.

— ما أذكى طريقة للرد عندما لا تعرف إجابة سؤال؟

— كُن صادقًا — فهذا أذكى ما يمكنك فعله. إذا لم أعرف شيئًا، أقول ذلك ببساطة، ولا عيب في هذا إطلاقًا.

أحيانًا أطلب توضيحًا: “لم أفهم تمامًا ما قصدت — هل يمكن أن تعيد صياغته بطريقة أخرى؟” الفكرة أن تطلب منهم إعادة الصياغة, لا التكرار فقط، حتى تتمكّن من الفهم حقًا.

أو قد أقول، “سؤال رائع — لا أملك الإجابة الآن، لكنه بالتأكيد أعطاني شيئًا أفكّر فيه.” الناس يحترمون الصدق أكثر بكثير من التظاهر.

— ما أكبر “لا” أثناء التعريف بنفسك؟

الرغبة في الكلام فقط. غالبًا ما ينسى الناس أن الاستماع من أقوى دلائل الاحترام. أراه تصرفًا غير مهذب عندما يلقي أحدهم نظرة خاطفة إلى هاتفه بينما يتحدث شخص آخر. حتى إن كنت تدون ملاحظات، فاستخدم الورق — فهذا يدل على الانتباه والحضور.

وإذا كنت تتحدث منذ فترة — حتى في مقابلة، حيث تُوجَّه معظم الأسئلة إليك — فحوّل الدفة. اطرح سؤالًا أو ادعُ الشخص الآخر لإبداء رأيه. هذا يحافظ على توازن الحوار ويُظهر اهتمامًا حقيقيًا، لا تمحورًا حول الذات.

— تعلم أن الناس غالبًا ما يبدؤون إجاباتهم بعبارة “شكرًا على سؤالك” — إنها مهذبة، لكن ربما أُفرِط في استخدامها الآن. هل ما زالت عادة جيدة أم ينبغي أن نتجاوزها؟

نعم، بالتأكيد. إنها عادة تنم عن لباقة. قول “شكرًا” يمنحك لحظة لترتيب أفكارك، ويجعل الطرف الآخر يشعر بأنه مقدّر.

يمكنك تنويع طريقة الرد — مثلًا: “هذا سؤال جيد جدًا”، أو “جعلتني أفكر في هذا الأمر.” الأمر أقل ارتباطًا بالعبارة ذاتها وأكثر بإظهار الامتنان. لا يوجد وقت غير مناسب لأن تكون مهذبًا.