/tom_podmore_o_Ck_Z6_Wic_Y8_Q_unsplash_e6f0832305.jpg?size=1046.15)
by Alexandra Mansilla
مصر الخفية: قصص وأماكن لم تسمع بها من قبل — مشاوير مع سارة
29 Jun 2025
لقد استكشفت كل زاوية في مصر - بلدها الأم - ببساطة لأنها تحب المكان الذي تعيش فيه بصدق. سارة تبحث دائمًا عن الجواهر المخفية التي لم تُحدد على أي خريطة أو دليل - الأماكن التي تلتقط روح وروعة مصر. في مرحلة ما، أدركت أنها تريد مشاركة كل ما كانت تكتشفه - ولإثبات أن مصر هي أكثر من مجرد الفراعنة والأهرامات. لذا بدأت مدونتها الخاصة.
تعرف على سارة - قد تعرفها بالفعل، وإذا لم تكن تعرفها، فيجب عليك متابعتها بالتأكيد. هي المنشئة وراء مشاوير من سارة، حيث تشارك جميع أنواع الاكتشافات والقصص الفريدة من جميع أنحاء مصر (بما في ذلك هوسها بالأبواب - نعم، هي مغرمة بالأبواب تمامًا).
جلسنا للدردشة وسرعان ما أدركنا أن سارة هي موسوعة متحركة عندما يتعلق الأمر بأماكن مصر السرية.
— سارة، هل يمكنك إخباري المزيد عن نفسك؟ أين ولدت ونشأت؟
— أنا صانعة محتوى سفر وثقافة، وكنت دائمًا شغوفة باكتشاف القصص المخفية في زوايا مختلفة من مصر. ولدت ونشأت في الجيزة.
بدأ حبي للاستكشاف في سن صغيرة. كان والدي يأخذني في نزهات طويلة عبر قاهرة القديمة. كنا نقضي ساعات نتجول في شوارعها بينما يشاركني القصص عن الأماكن التي مررنا بها - المباني، الأزقة، التاريخ وراء كل شارع.
بجانب عملي في إنشاء المحتوى، أنا أيضًا مديرة وسائل التواصل الاجتماعي في واحدة من أكبر بوابات العقارات في مصر. لقد كنت أعمل في هذا المجال لمدة حوالي 10 سنوات.
— في أي نقطة أدركت أنك تريدين أن تروي قصصًا عن وطنك، مصر؟
— بدأت السفر بعد كوفيد، لأن في ذلك الوقت كان كل شيء يبدو مغلقًا، وقد أثر ذلك حقًا علي العاطفيًّا. شعرت كما لو أن العالم لن ينفتح مجددًا أبدًا. لكن بمجرد أن بدأت الأمور تنفتح، سافرت إلى طابا وسانت كاترين، حيث كنت أخطط لتسلق جبل سيناء - لكنني لم أصل إلى القمة لأنني لم أكن مستعدة على الإطلاق.
بعد ذلك، بدأت في استخدام أي إجازة أو وقت فراغ للسفر أو مجرد التجول في قاهرة التاريخية. في يوم من الأيام، ذهبت في جولة في منطقة صحراء المماليك، وكان هناك مسابقة تصوير تسمى زيارة قايتباي. بعد الجولة، التقطت بعض الصور البسيطة - لم تكن شيئًا مبهرًا - لكنني شعرت أن الناس يجب أن يروا ذلك. حتى وإن لم تكن أفضل الصور، بدأت بمشاركتها ونشر صور وفيديوهات عن المنطقة. ومع ذلك، لم يولي الناس الكثير من الاهتمام حقًا - كانت مجرد صور.
كان ذلك بداية صفحتي "مشاور" (رحلات). بعد ذلك، صنعت فيديو عن البرولّس، وأخبرتني أختي، "نريد أن نسمعك تتحدثين في الفيديوهات."
بصراحة، لم أكن أعلم حتى أنني أستطيع التحدث أو أن أروي القصص بشكل جيد، لكنني قررت المحاولة. صنعت أول فيديو بصوتي عن أماكن ممتعة في مصر يمكن زيارتها بأقل من 20 جنيهًا. بعد ذلك، استمريت في صناعة الفيديوهات، بعضها مع سرد، وبعضها بدون، يركز على الأماكن التاريخية في جميع أنحاء مصر.
ثم اقترحت أختي أن نذهب إلى حارة المزاينين - زقاق كان والدنا يأخذنا إليه ونحن أطفال. كانت تعرف أنني أحب الأقراط، فقالت لي، "لماذا لا تتحدثي عن المكان وتشتري بعض المواد لصنع الأقراط الخاصة بك؟" لذا ذهبت، وصنعت فيديو، وانتهى الأمر بحصوله على أكثر من 2 مليون مشاهدة. في ذلك الوقت وصلت إلى ما يقرب من 10,000 متابع.
من هناك، واصلت السفر، وزيارة الأماكن الأقل شهرة في مصر، ومشاركة قصصها.
— ما هو الوهم الأكبر الذي يعتقده الناس عن مصر؟
— هناك وهم شائع لدى بعض الأجانب أن مصر فقط الأهرامات والحضارة الفرعونية القديمة.
في الوقت نفسه، كثير من المصريين أنفسهم ليسوا على علم تام بالأماكن الجميلة الموجودة هنا في بلدهم. في كل مرة أنشر عن مكان جديد، يفاجأ الناس أنه حتى في مصر.
— هل هناك أي أساطير أو قصص عن مصر تعرفها ولا يعرفها معظم الناس؟
— كل مكان أزوره في مصر له قصة. هناك العديد من الأماكن التي أحبها، ليس فقط لجمالها، ولكن بسبب التاريخ الذي يتردد عبرها.
مثل بوابات قصر الطوب كابي التي تقف الآن في وسط صحراء المماليك. كانت في الأصل تنتمي إلى قصر الخديوي إسماعيل، ولكن بعد أن أفلس، نُقلت إلى منزل في شارع الوكاد. تخيل - بوابات القصور الملكية في منزل عادي!
عندما زرت سوهاج، اكتشفت القصة الغامضة لأم سيتي، والمنازل التاريخية التي يشعر كل واحد منها وكأنها تفتح صفحة من كتاب قديم.
مثل بيت السناري في القاهرة، الذي شهد الحملة الفرنسية. نابليون نفسه اختاره كمقر رئيسي، وفيه بدأوا في كتابة الوصف لمصر.
في المينا، تأثرت بقصص جبل الطير وكنيسة العذراء مريم - مكان مرت به العائلة المقدسة أثناء هروبها من الخطر.
ولا أستطيع أن أنسى المعابد الرائعة في سوهاج، مثل أبيدوس ودندرة، حيث كل عمود ونقش يروي قصة أقدم من الخيال.
مصر ليست فقط عن الحضارة القديمة... إنها بلد مليء بالقصص الحية، والمخفية في كل حجر وشارع.
— رأيت أنك عاشق للأبواب! دعنا نتحدث عن أجمل البيوت ذات الأبواب المدهشة التي شاهدتها — ربما هناك بعض محبي الأبواب بين قرائنا الذين سيودون الذهاب لرؤيتها. هل هناك باب معين تشعر أن قصته أثرت فيك حقاً؟
— لديّ حب كبير للأبواب القديمة. كلما زرت مكاناً جديداً، يجب أن أصور أبوابه. دائماً أشعر أن كل باب يحمل روحاً مختلفة.
باب بيت قروي صغير يبدو مختلفاً تماماً عن باب في مدينة مزدحمة. الألوان، النقوش — دائماً تجذبني.
أجد انجذابي خاصة إلى أبواب المساجد القديمة والبيوت التاريخية.
وإذا كان عليّ أن أختار قصة واحدة لأحكيها، فستكون بوابات قصر توبكابي، التي تقف الآن في وسط صحراء المماليك — نُقلت هناك بعدما أفلس الخديوي إسماعيل.
عندما زرت وادي الجديد، انبهرت بأبواب قرية القصر.
لم يقتصروا على صنع أبواب — بل كتبوا الشعر عليها. حرفياً — آيات محفورة مباشرة في الخشب.
كل باب بالنسبة لي ليس مجرد مدخل؛ بل هو ذكرى. شخصية. قصة تنتظر من يرويها.
— لقد كتبت أن حيك المفضل في القاهرة هو الزمالك. لماذا؟ وهل يمكنك أن تخبرني عن شارع أو مكان هناك تحبه كثيراً؟
— أعشق حقاً التجول في الزمالك. بناياتها القديمة دائما تلفت انتباهي. مهما مشيت في شوارعها، لا أشعر أبداً بالملل — هناك جمال وسلام لا أستطيع حقاً أن أفسره.
ليس فقط بسبب جمالها... الزمالك مليئة بالتاريخ أيضاً.
الوادي الجديد
كل زاوية تشعر وكأنها موجودة هنا منذ الأبد، تروي القصص لأي شخص سيتوقف ليستمع.
لقد سافرت إلى 20 محافظة في جميع أنحاء مصر، وبصراحة، كل مكان له سحره الفريد ويحتل مكانة خاصة في قلبي. هذه بعض الأماكن التي أود زيارتها مرة أخرى:
المنيا حقاً جوهرة مخفية — غنية بالتراث الفرعوني، الإسلامي، والقبطي المذهل. تستحق بالتأكيد المزيد من الاهتمام.
الوادي الجديد واحدة من أجمل المناطق في مصر، مليئة بالأماكن المذهلة مثل المدينة الإسلامية القرية القصر، منطقة اللبخة، والمعابد الرومانية الرائعة.
البرلس وبحيرة البرلس ببساطة مذهلة.
سانت كاترين لها طاقة ساحرة — إنه مكان أعتقد أن الجميع يجب أن يزوروه مرة واحدة على الأقل في السنة. الأودية هناك مثالية لمحبي المشي.
هضبة التيه مليئة بالعجائب مثل مدينة أم بجمة الأثرية والمعبد الفرعوني الوحيد في سيناء.
هضبة التيه
بالطبع، هناك أسوان — وهذه المرة أود أن أُبرز المعابد الأقل شهرة الموجودة خارج السد العالي. الرحلة التي قمت بها عبر بحيرة ناصر كانت لا تنسى.
القاهرة مليئة بالأماكن التي أحبها، ولكن إذا كان عليّ أن أوصي ببعضها، سأقول: مدينة الموتى، الدرب الأحمر، الجمعية الجغرافية، وبالطبع، المتحف المصري الكبير.
— أحب شخصياً اكتشاف الأماكن المخفية في مسقط رأسي — المتاجر الصغيرة العائلية التي تكون موجودة منذ أجيال، المحلات الصغيرة على الشوارع الضيقة التي يعرفها السكان المحليون فقط، أو المتاحف والأسواق التي لا توجد في أي كُتيب إرشادي لكنها محبوبة من السكان. هل لديك أي قصص كهذه؟ شاركها من فضلك، ربما ثلاث أماكن كهذه في القاهرة!
— كل بوصة من القاهرة تخفي قصة — إنها مدينة مليئة بالتراث والجواهر المخفية.
هنا بعض من أماكني المفضلة في وسط القاهرة:
الجمعية الجغرافية واحدة من الأقدم في العالم. تحتوي على قاعة ملكية رائعة ومتحف مثير للاهتمام — أوصي بشدة بزيارتها.
صيدلية ستيفنسون، التي يزيد عمرها عن 100 عام، هي قطعة جميلة من التاريخ الحي.
وعندما يتعلق الأمر بالمنازل التاريخية، فإن القاهرة مليئة بها: بيت السناري، بيت جمال الدين الذهبي، بيت جعفر الكراتيلية، بيت الست وسيلة، بيت الهراوي، بيت زينب خاتون.
أحب أيضًا التجول عبر الدرب الأحمر ومدينة الموتى (صحراء المماليك) — كلاهما غني بالعمارة، الثقافة، والروح.
— لقد قمت بنشر فيديو عن المعابد في أسوان — هل يمكنك أن تخبرنا عن رحلتك هناك؟ أي معبد ترك بصمة قوية في ذهنك؟
— سافرت إلى أسوان مرتين لتصوير كل هذه المعابد.
كانت المرة الأولى لزيارة المعابد الموجودة في بحيرة ناصر، بعد السد العالي. ما أعجبني حقًا هو أننا كنا الوحيدين هناك — لم يكن هناك أي ازدحام. لكن عندما وصلنا إلى معبد أبو سمبل، عاد الازدحام بالطبع!
معبد أبو سمبل هو معبد رائع للغاية، كما أنني أحببت معبد وادي السبوع الذي بناه رمسيس الثاني — إنه مذهل حقًا.
في المرة الثانية التي ذهبت فيها لتصوير المعابد كانت خلال رحلة نيلية حيث قمت بتصوير البقية.
أحببتهم جميعاً، سواء كان ذلك في إدفو أو كوم أمبو.
— مصر لديها بعض من الهندسة المعمارية الرائعة. هل يمكنك أن تذكر لنا أفضل 5 مبانٍ شخصيًا على محبي الهندسة المعمارية زيارتها؟
— بصراحة، أحب العمارة من كل العصور — سواء كانت معابد مصرية قديمة، الكنائس القبطية الرائعة، العظمة في العمارة الإسلامية، أو حتى المباني الحديثة في وسط القاهرة.
إذا كان علي أن أختار خمسة فقط، سيكون الأمر صعبًا حقًا!
لكن، على سبيل المثال، من العصر القبطي، أعشق كنيسة سانت جورج في المجمع الديني.
أما عن المساجد، فأنا من كبار المعجبين بـ مسجد الأزرق و مسجد الحاكم بأمر الله.
عندما يتعلق الأمر بالعمارة، أحب قصر عائشة فهمي.
وبصراحة، أحب جميع المباني في وسط القاهرة — كل واحد منها.
من العصر الفرعوني، واحدة من المفضلة لدي بالتأكيد هي معبد حتشبسوت.
— جيد! الآن، هل يمكنك أن تخبرني عن مكان في مصر يجعلك تشعر بالسعادة؟
— هناك الكثير من الأماكن التي تجعلني سعيدًا، ولكن الأماكن التي أحبها أكثر هي في القاهرة القديمة — من الدرب الأحمر إلى شارع المعز وخان الخليلي.
تلك المنطقة بأكملها لها مكانة خاصة في قلبي — أحبها بشدة.
— مكان في مصر يجعلك تشعر بالحنين.
— بالتأكيد وسط القاهرة — المشي في شوارعها والمرور بجوار مبانيها يأخذني دائمًا للزمن الماضي. هناك شيء في الأجواء يجعلك تشعر وكأنك تخطو في عصر آخر.
— مكان في مصر يجعلك تشعر بالقشعريرة.
— بالتأكيد أبيدوس و معابد دندرة — كلاهما أعطاني شعوراً مختلفاً تماماً، لأنهما رائعان للغاية. عظمتهما يمكن أن تشعر بها حقًا بمجرد الدخول.
معابد دندرة
— وأخيراً، هل يوجد مقهى في القاهرة يجب على الجميع زيارته حقاً لفهم المشهد الغذائي المحلي؟
— أحب أي مقهى أو مطعم يتمتع بالطابع القديم والتراثي. أماكن مثل مقهى ريش و جروبي — هذه الكلاسيكيات الحقيقية. كما أنني أستمتع حقاً بزيارة استوديو مصر في حديقة الأزهر — إنه واحد من الأماكن المفضلة لدي.
عند الحديث عن الطعام، أحب تناول الأطباق المصرية التقليدية. بالطبع، كشري أبو طارق هو أمر لا بد منه! وفراحت في الأزهر هو آخر من المفضلات. بالإضافة إلى الكرنك و بها في السيدة زينب — أحب كل تلك التجربة.