كلنا نعرف بأن دبي تملك مشهد مطاعم مذهل. ولكن بعد فترة — يبدو وكأنك قد جربت كل شيء ومن الصعب أن تتفاجأ... ومع ذلك، لدينا حيلة في جعبتنا. هل سمعت من قبل أن بيرو واليابان لديهما مطبخ مشترك؟ يُدعى نيكاي وإذا كنت تعتقد أن المأكولات اليابانية أو البيروفية لا يمكن أن تكون أفضل — حسنًا، كنت مخطئاً. هذا المزيج حقاً غير عادي. لكن كيف حدث هذا؟

إن كلمة نيكاي تشير بشكل عام إلى المهاجرين اليابانيين وأحفادهم الذين يعيشون في الخارج، والتي تعني حرفيًا "اليابانيون خارج اليابان." لكن في عالم الطعام، تطور مطبخ النيكاي ليعني مزيج فريد وغير عادي من التقاليد اليابانية والبيروفية في الطهي.

تبدأ القصة في أواخر القرن التاسع عشر، خلال عصر ميجي (1868-1912)، عندما هاجر آلاف اليابانيين، كثير منهم من أوكيناوا، إلى بيرو بحثًا عن العمل. غالبًا ما وجدوا أنفسهم في الحقول إلى جانب العمال الصينيين، يجمعون المحاصيل ويعيشون بعيدًا عن وطنهم. ومع ذلك، داخل منازلهم، حافظوا على تقاليدهم — خاصة طعامهم. كانت الأمهات تطبخ الأطباق التي عرفنها في اليابان، حيث كانت تُكيّف مع المكونات البيروفية مثل الفلفل الحار، الذرة، البطاطا الحلوة، والحمضيات.

على مر الوقت، ومع افتتاح هذه العائلات لمنازلهم وأعمالهم، امتزج طهيهم مع النكهات البيروفية، ليتشكل شيء جديد تماماً: سيفيتشي طازج مقترن بصلصة الصويا، قطع على طريقة الساشيمي متزاوجة مع التوابل البيروفية، وطرق الطهي بالتخمير أو التخليل. من العدل أن نقول، نيكاي هو تعبير طبيعي عن الهجرة، التكيف، والاندماج الثقافي.

كما لاحظ الشيف إريك ألونسو — “لدى بيرو تأثيرات من جميع أنحاء العالم. لقد استقبلنا أشخاصًا من إفريقيا، من الصين، ومن ثم أيضًا أشخاصًا من اليابان. لحظة بدء أطفال المهاجرين بالاختلاط مع البيروفيين، فتحوا منازلهم ومطابخهم — ولهذا السبب أصبح مطبخ نيكاي على ما هو عليه اليوم.”

ما يجعل مطبخ النيكاي مميزًا هو احترامه للتقاليد مقترناً بروح الانفتاح. مهارات استخدام السكين، العرض، والتحفظ هي يابانية بلا شك. النكهات الجريئة، المكونات الملونة، والروح الأرضية هي بيروفية بلا شك. معًا، يخلقون أطباقًا خفيفة ولكن نابضة بالحياة، دقيقة ولكن شغوفة.

إليك بعض الأطباق والأنماط البارزة التي ستواجهها:

جميع الأطباق اللذيذة المذكورة أعلاه موجودة في مكان الشيف إريك ألونسو — أبوف إليفن.

ذلك الانضباط، ممزوجاً بتقاليد الطعام النابضة في بيرو، شكّل مهارة الشيف إريك. اليوم، يجلب تلك الدروس إلى كل طبق، حيث يرى الطهي كلاً من الفن والكوريغرافيا — سلسًا ولكنه دقيق.

احترامًا لإعجابه بالنيكي، أنشأ الشيف ألونسو رحلة فاخرة كاملة للجميع في دبي — قائمة مكونة من ثلاثة أجزاء تروي قصة الهجرة من خلال الطعام، تُسمى "رحلة إلى النيكي". إنه مسرح طهي مستمر الآن وسيستمر أداؤه حتى نهاية نوفمبر. 'الهجرة'، التي تمثل الجزء الموجود في المطعم في سبتمبر، تسلط الضوء على أطباق مثل دوبين موشي (حساء ياباني بنكهة بيروفية)، وضلع قصير نيكي، وتيراديتو التونة — بعض هذه الأطباق تعرفها بالفعل من أعلاه.

الفصول القادمة تحتفي بالاندماج والأهمية العالمية، مواصلة القصة شهرًا بشهر. كل شهر سنتعلم ونختبر كيفية تكيف تقاليد أوكيناوا مع النكهات البيروفية.

بخصوص ما يجب أن تتطلع إليه في الجزء الحالي من الرحلة، يجيب الشيف إيريك — "إذا كان عليّ اختيار طبق واحد من قائمة الهجرة، فسأبرز الطبق الأول. بتقنيته في الدمج، يجمع بين الفطر، والبصل الأخضر، والزيوت بطريقة تفتح ذوقك عند شمها — أنت تعلم تمامًا أنه سيكون بداية رائعة [نعم، نحن نؤكد، هذا هو انبهار مطلق — فريق ST]. بالإضافة إلى بروز الضلع القصير بالنسبة لي. يجمع بين ثلاث أو أربع تقنيات لم تكن شائعة في بيرو في ذلك الوقت، من طرق التخليل العربية والصينية إلى التزجيج الياباني. وعندما تأكله بيديك، يصبح شخصيًا — هذا ما يجعله لا يُنسى."

إذا كانت لديك رغبة في الاستكشاف — إليك خطتنا لنجهزك:

أماكن جيدة أخرى لتجربة مثل هذه يمكن أن تكون — CLAY في بلوواترز، INTI في وسط المدينة.

كلا المكانين من الدرجة الراقية وهما بالتأكيد مكان رائع لليلة موعد.

في النهاية، نيكي ليس مجرد دمج. إنها تاريخ على طبق. تاريخ الهجرة الذي يُروى من خلال النكهة.