/AI_Generated_Image_2025_07_25_1_3df6eec26c.jpeg?size=119.46)
by Alexandra Mansilla
الذاكرة، اللغة، وقليل من السحر الهادئ. مقابلة مع نصير النصرالله
25 Jul 2025
كان أول لقاء لنا مع الفنان الإماراتي ناصر النصراوي من الشارقة خلال المعرض "نسيج: خيوط الأمل،" الذي أقيم في بداية شهر يونيو في مقر مجموعة بيئة. هناك، عرض ناصر سجادة فريدة تم نسجها يدوياً من قبل حرفيات من كابول، أفغانستان. وتكونت هذه القطعة الفنية من خمس سجاد منفصلة تعتمد على شخصيات، ترمز معاً إلى أسرة.
بعد فترة وجيزة، غصنا بعمق في عالم ناصر الفني — استكشاف لا نهائي للذاكرة واللغة، وكما قال ناصر نفسه في نهاية مقابلتنا، "قليل من السحر."
جميع أعماله الفنية جاذبة بالفعل وتستحق اهتمامك (خذ بعض الوقت لزيارة موقع ناصر وتعمق في فنه). من مجموعة مكونة من 100 كائن موضوعة داخل مظروفات متطابقة، كل واحد منها معلم برمز سري، إلى تركيب تم إنشاؤه ل "إكسبو دبي 2020" — نافورة تتألف من ثلاث صناديق بريد، كل منها يحتوي على رسائل موجهة إلى الماء مكتوبة بالعربية والإنجليزية وبرايل.
ما هي الأفكار الأعمق التي يستكشفها عمله؟ دعونا نكتشف ذلك.
— ناصر، بدايةً، أحب أن أبدأ بأسرتك. قرأت في مكان ما أن جدك كان يمتلك متجرًا للتحف، الأول من نوعه الذي فتح في الستينات. هل يمكن أن تخبرني المزيد عنه؟ ما هي الذكريات التي لديك عنه أو عن المتجر؟
— جدي، محمد نصراوي الزرعوني، كان يمتلك متجرًا يسمى تحف الخليج في الشارقة — واحد من أوائل متاجر التحف في المنطقة. كان يجمع الأشياء من جميع أنحاء العالم، كل واحدة تحمل قصتها الخاصة. كطفل، كنت غالبًا أرافق والدي إلى المتجر. لكن أكثر من ذلك، عشت في بيت جدي لخمس سنوات الأولى من حياتي، ومراقبته وهو يغادر كل صباح إلى العمل.
أن تكون محاطًا بهذه الأغراض المجمعة، والتي قد تبدو عشوائية، كان بالنسبة لي أمرًا طبيعيًا تمامًا. ذلك الجو شكل فهمي — فكرة أن الذاكرة والتاريخ والجمال يمكن أن يتواجدوا جميعًا في مكان واحد.
— كان والدك شغوفًا بجمع الوثائق التاريخية القديمة من الخليج والمنطقة العربية الأوسع. هل هناك أي وثائق معينة تبقى في ذاكرتك؟
— كان والدي، أحمد، مركزًا جدًا في جمعه. كان يبحث عن الوثائق الرسمية، والرسائل، والعملات الورقية — بشكل أساسي من الإمارات والخليج، ولكن أيضا من العالم العربي الأوسع. كنت منجذبًا خاصةً إلى الطوابع والأختام، والرسائل الشخصية بين الناس العاديين. أحببت تخيل القصص وراءها، والرحلات التي قطعتها تلك الرسائل قبل وصولها إلينا.
مع علمه بحبي للفن البصري، كان والدي يجلب لي الطوابع والبطاقات البريدية المتعلقة بالفنانين والألوان ورسومات كتب الأطفال من رحلاته. لدي الآن مجموعة كاملة، بُنيت بالكامل من هداياه المدروسة.
كان يبحث عن الحقيقة التاريخية. كنت أبحث عن اللمسات العاطفية — خط اليد، النبرة، اللحظات الصغيرة المجمدة في الوقت.
— كيف بدأت رحلتك كفنان؟ هل كان هناك لحظة أدركت فيها أنك تريد متابعة الفن بجدية؟
— رغبتي في الإنشاء بدأت في وقت مبكر جدًا. أتذكر، كطفل صغير، كنت مفتونًا تمامًا بالطين الملون. كنت أكون مخلوقات، أبتكر شخصيات، وأتخيل عوالم كاملة لهم. شعرت وكأنني أحاول أن أكون خالقًا، كما خلقنا الله. جاءتني تلك الفكرة مبكرًا في الصف الأول.
كان الإبداع دائمًا حاضرًا في أسرتي: جدي ووالدي مع مجموعاتهم، عمي مع الخط العربي، عماتي مع الحياكة والحرف اليدوية. كنت أظن أن كل بيت كان كذلك — أدركت لاحقًا كم كنت محظوظًا. أعتقد حقًا أن الحساسية البصرية هي شيء موروث، ولكن أيضًا تمتص من بيئة الفرد.
/Frame_1_2_550ffb830d.jpg?size=89.74)
ناصر النصراوي، رسالة من المستقبل، 2016.
— والآن، دعونا نتحدث عن مشاريعك الرائعة. الأول، رسالة من المستقبل (2016). كما أفهم، هذه الرسالة تدور حول الأمل والتفاؤل والإيمان بمستقبل أفضل. دائمًا ما يكون للفنانين سبب في الإبداع — هل يمكنك مشاركة القصة والمفهوم خلف هذه القطعة؟ لماذا قررت صنعها؟
— هذا العمل يتميز برسالة مكتوبة بخط اليد موضوعة في المكان الذي يكون فيه الوجه عادةً في صورة بورتريه لي وأنا أرتدي الزي الإماراتي التقليدي. تبدأ الرسالة ب "عزيزي الصديق" وتنتهي ب "مع الحب، ذاتك." في البداية، يظن المشاهد أنها موجهة لشخص آخر، ولكن بالنهاية، يتضح أنها رسالة من الذات المستقبلية إلى الذات الحالية.
تفصيلة صغيرة تضيف لهذه الحكاية: الطابع البريدي يظهر السنة 2024 — السنة التي بلغت فيها الأربعين. الرقم 40 يحمل معانٍ رمزية في كثير من الثقافات والديانات، غالبًا ما ترتبط باليقظة الروحية أو التحول. القطعة تدور في نهاية المطاف حول الأمل، التأمل، والزمن الذي يطوي نفسه.
ناصر نصرالله، العنوان المنسي، 2018.
— التالي — العنوان المنسي (2018). لهذا المشروع، أخذت 100 قطعة من حياتك اليومية، وضعت كل واحدة في ظرف متطابق وكتبت وصفًا لكل منها بلغة مشفرة ابتكرتها. لدي الكثير من الأسئلة! ما الذي ألهمك للقيام بذلك؟ لماذا 100 قطعة؟ هل يمكنك إخباري المزيد عن اللغة/الشفرة التي اخترعتها؟ لماذا قررت تشفير الأوصاف؟ وربما يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن هذه الأعمال؟ ما هي حالتها الحالية — هل النقوش ما زالت سليمة؟
— تم تكليف هذا المشروع من قبل الإمارات المتحدة المتحدة، وكان مستوحى جزئياً من الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف، الذي غالباً ما كان يستخدم المواد اليومية بطرق فكاهية أو نقدية. أردت أن أفعل شيئًا مشابهًا، ولكن بطريقة أكثر حميمية.
اخترت 100 قطعة شخصية من حياتي الخاصة، وضعت كل واحدة في ظرف متطابق، وكتبت وصفًا مشفرًا على كل منها — باستخدام لغة بصرية اخترعتها. الشفرة غير قابلة للقراءة، حتى بالنسبة لي. كان هذا هو الهدف: لمنح هذه الأشياء العادية شعورًا بالغموض والأهمية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على معانيها مختومة وخاصة.
الأظرف لا تزال موجودة، دون لمس. لم يطلب أحد فك شفراتها، ولن أتمكن من القيام بذلك لو طلبوا.
/img_4617_orig_3d8cb1d7f3.jpg?size=157)
ناصر نصرالله، بانوراما الحلم، 2018.
— بانوراما الحلم (2018) — ما هي القصة وراء هذا العمل؟ من هم الشخصيات التي نراها؟
كان بانوراما الحلم تجربة في المقياس والسريالية. كنت أقوم بملء دفتر الرسم الصغير الخاص بي بشخصيات غريبة تشبه الأحلام، وأردت أن أرى كيف ستعيش في مساحة أكبر بكثير.
العمل لا يصور حلمًا محددًا، ولكنه يتبع منطق الأحلام: شخصيات بدون هوية ثابتة، تناسب متغيرة، مألوفة وغير مألوفة في الوقت ذاته. الشخصيات جاءت من الداخل — شظايا عاطفية، رموز، أشكال بديهية. كان الأمر يتعلق بتحويل عالمي البصري الخاص إلى الخارج.
/Frame_1_3_abf2262281.jpg?size=181.44)
ناصر نصرالله، رسالة طويلة لصديق عزيز، 2019.
— رسالة طويلة إلى صديق عزيز (2019): لمن هذه الرسالة موجهة؟ هل تتحدث عن شخص محدد، أم ربما بضع أشخاص؟ ماذا كنت ترغب في إيصاله من خلالها؟
— هذا العمل يبدأ بـ "عزيزي الصديق"، ولكنه ليس موجهًا لأحد بعينه. غالبًا ما أستخدم هذا النمط لأسمح لنفسي بالكتابة بحرية، وكأنني أتحدث إلى صديق مقرب. يساعدني ذلك في التعبير عن الأفكار دون الإفراط في التفكير، وتتحول الرسالة إلى محادثة جارفة.
لا يوجد هدف أو وجهة واضحة. إنها ببساطة وثيقة لما كان يمر بي في ذلك الوقت — مزيج من اللغة والمشاعر، وأحيانًا رسومات صغيرة تعمل مثل علامات الترقيم البصرية.
أنثولوجيا كوميك كورنيش: كورنيش 03، 02، 01
— كنت أيضًا المدير الإبداعي لأنثولوجيا كوميك كورنيش. ما هي الفكرة الرئيسية وراء هذا المشروع؟ هل ترى له مستقبلاً — ربما استمرار أو شيء مشابه قيد العمل؟
— كجزء من دوري في مؤسسة الشارقة للفنون، أدير المشاريع الخاصة التي تدعم المبدعين في المنطقة، بما في ذلك أنثولوجيا كوميك كورنيش، وهو مجموعة سنوية من القصص المصورة للفنانين المقيمين في الخليج.
ما يميز كورنيش هو طبيعته التجريبية. يقدم الفنانون غالبًا قصصًا شخصية أو سريالية أو مستوحاة من الأساطير باستخدام أساليب غير تقليدية. هذا العام يمثل النسخة السابعة.
تبدأ كل نسخة بإقامة لمدة ثلاثة أيام في بيت الشامسي بالشارقة — في غرفة تطل على الكورنيش مما ألهم الاسم. إنه فضاء مليء بالطاقة الإبداعية، حيث يلتقي الفنانون ويتبادلون الإبداع قبل أن تظهر أعمالهم معًا في الطباعة.
— بالنظر إلى حسابك على إنستغرام وأعمالك الفنية، يبدو أنك تحب الرسائل الورقية وتحب إرسالها. ماذا تعني لك؟ لمن ترسلها؟
— نعم، لدي عدد من الأصدقاء بالمراسلة — البعض أصدقاء أعرفهم شخصيًا، والآخر تعرفت إليهم من خلال المعارض أو عبر الإنترنت. أرى الرسائل المكتوبة بخط اليد كوسيلة إبداعية في حد ذاتها. إنها توفر مساحة للتعبير الشخصي والتفاصيل والاهتمام.
أحيانًا أضيف رسومات صغيرة أو أشياء في الظرف — مثل صدفة من شاطئ الشارقة، على سبيل المثال. وأستمتع بفعل الانتظار. في عالم مليء بالرسائل الفورية، انتظار الرسالة يبدو كعمل لطيف ومتعمد — نوع من المقاومة الهادئة.
— العديد من مشاريعك تدور حول الذاكرة والزمن. هل كان هناك شيء من طفولتك مرتبط بذاكرة عائلية ما زلت تحتفظ به؟
— خاطرتان تأتيان في ذهني: الألبومات القديمة ومجموعتي من ألعاب بيض كندر.
الألبومات مليئة بالقوام والأحداث والمزاجات — ليس فقط صورًا. وألعاب كندر... كنت أحرص على جمعها بشكل ديني عندما كنت صغيرًا. بطريقة ما، بقيت معي. إنها تمثل سحر الأشياء الصغيرة، المفاجأة، الخيال — وهي حتى الآن تؤثر في الطريقة التي أقترب بها من السرد واللعب البصري اليوم.
ناصر نصرالله، محول القصص، 2011
— لقد أنشأت العديد من المشاريع — هل هناك مشروع قريب جدًا من قلبك بشكل خاص؟ ولماذا؟ أو إذا كان هناك بعض المشاريع، هل يمكنك مشاركتنا أيها ولماذا؟
— كل مشروع قمت به قريب من قلبي، خاصة تلك التي تنبع من داخلي، دون قيود.
أحد المشاريع التي أتذكرها كثيرًا هو محول القصص, الذي قدمته في بينالي الشارقة 11. من خلاله التقيت بأكثر من 150 شخصًا، كل منهم ساهم بجملة شخصية في العمل. كانت عملية سرد جماعي للقصص — عاطفي، غير متوقع، وعميق الإنسان.
/dsc_6284_orig_6bea85e89b.jpg?size=113.83)
ناصر نصرالله، محول القصص، 2011
— هل ترى أن فنك يمر بفترات أو مراحل متميزة؟ إذا كانت الإجابة نعم، ما هي؟
— أعتقد أن هذه المراحل تظهر بشكل طبيعي، متأثرة بإيقاع الحياة. لا أقسم عملي عن قصد، لكنني أستطيع أن أرى التحولات الخفيفة — أحيانًا بسبب السفر، أو الأبوّة، أو العمر، أو حتى التغيرات الطفيفة في كيفية مراقبة العالم.
ليس الأمر متعلقًا بتسمية العصور، بل بالتدفق مع ما تقدمه الحياة — وترك العمل يتطور وفقًا لذلك.
— وأخيرًا، على ماذا تعمل الآن؟
— في الوقت الحالي... إنه سر.
ولكن مثل العديد من مشاريعي السابقة، فهي متجذرة في الذاكرة واللغة وقليل من السحر الهادئ. أعتقد أن بعض الأفكار تحتاج للنمو في الظلام لفترة قبل أن تكون جاهزة لمشاركتها مع العالم.