/Airbrush_image_extender_c80ea0915d.jpeg?size=153.29)
by Sophie She
جنة لمحبي الكمال: مروان بسيوني عن معرضه الجديد «مناظر غربية جديدة»
13 Oct 2025
تقدّم لوري شبيبي معرض مروان بسيوني: مناظر غربية جديدة، أول معرض فردي في المنطقة للمصوّر السويسري-المصري-الأمريكي مروان بسيوني. يمتدّ حتى 5 نوفمبر، ويجمع المعرض مختارات من الصور الفوتوغرافية كبيرة الحجم التي أنجزها الفنان بين 2018 و2022 في مساجد عبر هولندا وسويسرا والمملكة المتحدة.
سلسلة مذهلة، مذهلة. الجنة الحقيقية لعشّاق الكمال.
في صُلب هذه السلسلة أداة بسيطة لكنها عميقة: نافذة. تنظر كل صورة من داخل مسجد إلى المشهد الغربي المحيط — شوارع، منازل في الضواحي، متاجر كبرى، مواقف سيارات، وميادين رياضية — كاشفةً التعايش بين العوالم الإسلامية والغربية داخل إطار واحد. هذا المنظور يقلب النظرة الاستعمارية المألوفة: فبدلاً من «النظر إلى» العمارة الإسلامية من الخارج، يرى المُشاهد الآن الغرب المعاصر من خلال اللغة المعمارية والروحية للمسجد.
تتّسم صور بسيوني بتكوين متقن وطبقات تقنية متعددة. ومن خلال دمج تعريضات متعددة، يعيد توازن الضوء الذي تُدركه العين البشرية لكن لا تستطيع الكاميرا وحدها تسجيله. والنتيجة صورة من توازن هادئ — بين الداخل والخارج، المقدّس واليومي، الشرق والغرب. هذه الدقة الشكلية تعكس هدف الفنان المفاهيمي: إبراز الحضور الهادئ للمجتمعات المسلمة المتجذّرة في المجتمع الأوروبي واقتراح حوار بصري جديد يرتكز إلى التعايش بدلاً من التضاد.
في مناظر غربية جديدة، يطوّر بسيوني اهتمامه الممتدّ بكيفية تقاطع الإيمان والمكان والهوية ضمن الثقافة المعاصرة. يدعو المعرض الزائرين إلى النظر أبعد من الصور النمطية والتعامل مع التصوير الفوتوغرافي كتوثيق وتأمّل في آنٍ معاً — مساحة يصبح فيها الضوء استعارة للفهم. عبر هذه النوافذ الهادئة، لا يسأل الفنان عمّا نراه فحسب، بل كيف نراه أيضاً.
/Installation_views_of_Marwan_Bassiouni_New_Western_Views_Preview_18_September_5_November_Lawrie_Shabibi_Dubai_Photography_by_Ismail_Noor_of_Seeing_Things_d32233b9c1.jpg?size=135.11)
لقطات من معرض مروان بسيوني، ‘New Western Views’. تصوير: إسماعيل نور من Seeing Things.
— مروان، ما الذي ألهمك في البداية لبدء هذا المشروع؟
— انتقلتُ إلى هولندا في 2014 ولديّ خلفية في التصوير والعمل الوثائقي. في الدراسة، استعدت صلتي بإيماني وبدأ يهمّني كيف يُمثَّل الإسلام — والمجتمعات المسلمة والعربية —. لم أكن منجذباً إلى «صنع عمل عن الإسلام» بقدر ما كنت معنيّاً بصنع عمل عن تصوّر الإسلام. ذات يوم صوّرت نافذة في مسجد، ركّزت على ذلك الإطار، وحدث شيء ما. صار ذلك بذرة مناظر غربية جديدة.
— إذن، هل يُعدّ العمل رداً على طرائق الرؤية الاستشراقية؟
— إلى حدّ ما. أردتُ أن أقترح طريقة أخرى للنظر — تكشف الانحيازات في الكيفية التي يُصوَّر بها الإسلام غالباً — من دون أن أكون ردّياً. الموضوع هو المساجد والمناظر، نعم، لكن الموضوع الأعمق هو الإدراك. لستُ أحاول المجادلة؛ إنما أحاول بناء صور تجعل المشاهدين يتساءلون عن الكيفية التي صُوِّرت بها هذه الفضاءات.
— لمن تصوّرتَ أن يكون الجمهور؟
— في النهاية، أحاول أن أصنع صوراً جيّدة تحمل إحساساً — ضوء على سجادة، كرسي بجوار نافذة، علاقة لونية معيّنة. هذا عالمي. حين أعمل، كثيراً ما أنسى أنني في مسجد؛ أنغمس في شعرية ما أمامي. والسياق السياسي والاجتماعي حاضر دائماً، لكنني أتأرجح بينه وبين فورية النظر.
Marwan Bassiouni, 'New British Views #06, England', 2021; 'New Swiss Views #38, Switzerland', 2021; 'New Dutch Views #10, The Netherlands', 2018. بإذن من الفنان ولوري شبيبي
— تبدو تراكيبك مقصودة للغاية — هندسة دقيقة، توازن، تفاصيل. ما طريقتك في العثور على «النافذة المثالية»؟
— في الواقع، لا شيء مُصطنع. أستكشف، وأختار مشاهد ستترجم كصور فوتوغرافية، ثم أعمل تقنياً للاقتراب مما يمكن للعين أن تُدركه، لا ما تستطيع الكاميرا تسجيله فقط. ألتقط تعريضات متعددة — عادةً للداخل والخارج — وأمزجها لاستعادة الإحساس بالتواجد هناك. أنا لا أُقوّض الحقيقة الوثائقية؛ إنما أستعيد ما تعجز الكاميرا عن احتوائه في لقطة واحدة.
— لماذا التركيز على الداخل بدلاً من تصوير واجهات المساجد أو العمارة عموماً؟
— لم تكن العمارة هي مدخلي؛ في الحقيقة، حتى إنني رسبت في هذه المادة في الجامعة في البداية. كان المدخل هو تصوّر الإسلام. جرّبتُ بعض اللقطات الخارجية، لكن منظور الداخل — مشهد طبيعي يُرى عبر نافذة مسجد — هو ما فتح المشروع. أتاح لي تناول المنظور الغربي ومَن يؤطّر المشهد. ومع الوقت، ظهرت «قواعد» السلسلة، وتبعتُ حيثما قادني المشروع.
/Marwan_Bassiouni_New_Swiss_Views_40_1_Switzerland_2022_Pigment_print_on_fine_art_paper_150_x_200_cm_Courtesy_of_the_Artist_and_Lawrie_Shabibi_5101199f33.jpg?size=412.56)
مروان بسيوني، 'New Swiss Views #40-1, Switzerland'، 2022. بإذن من الفنان وLawrie Shabibi
— هل تجعل خلفيتك الشخصية (سويسرية-مصرية-أميركية، وتعيش في هولندا) العملَ نوعًا من صورةٍ ذاتية؟
— أثّرت فيّ بالطبع، لكن الهدف لم يكن الصورةَ الذاتية. أردتُ أن أواجه الدعاية والصور النمطية بإلحاح وعناية. يجب أن يكون الفن شخصيًا ليكون حقيقيًا، لكن هذا يختلف عن جعل العمل عن نفسي.
— كيف كانت ردود فعل الجمهور في بلدان مختلفة؟
— تختلف ردود الفعل على نطاق واسع — انفعال، امتنان، غضب، ولا مبالاة. بعض الناس لا يدخلون المعرض بمجرد أن يعرفوا الموضوع؛ وآخرون أخبروني أن العمل ساعدهم على إعادة التواصل مع إيمانهم. أحاول ألا أتنبّأ بالاستجابات. مسؤوليتي أن أصنع أقوى صور ممكنة، وللأسباب الصحيحة.
/Installation_views_of_Marwan_Bassiouni_New_Western_Views_Preview_18_September_5_November_Lawrie_Shabibi_Dubai_Photography_by_Ismail_Noor_of_Seeing_Things_5_9c0502a608.jpg?size=103.18)
صور لتركيب أعمال مروان بسيوني، ‘New Western Views’. الصورة: Ismail Noor من Seeing Things
— هل كان من الصعب التصوير داخل المساجد؟
— لا يوجد حظر إسلامي على تصوير الأجسام غير المتحركة أو الفراغات الداخلية، أمّا الأشخاص فشأنٌ آخر. لوجستيًا، نعم — الأمر يتطلّب سفرًا، واستطلاعًا، وتصاريح، وتوقيتًا مناسبًا، ومعالجة لاحقة دقيقة احترامًا للمواد والضوء. أقدّم المشروع للمجتمعات، وأعرض أمثلة، ومعظم الأماكن مرحِّبة.
— لقد عرضت فصولًا خاصة بكل بلد من قبل. هل هذه أول مرة تقدّم فيها عدة بلدان معًا؟
— نعم. سبق أن عرضتُ الفصول البريطانية والسويسرية والهولندية كلٌّ على حدة، ومرةً مزجتُ بعض الأعمال في معرض فنّي. هذا أول معرض منفرد يجمع عدة جغرافيات معًا، مع قطع جديدة وبعض الطبعات التي تُعرَض لأول مرة ضمن هذا التكوين.
— ما الذي تأمل أن يخرج به جمهور دبي؟
— لا أريد أن أوجّه فعل المشاهدة مسبقًا. أرى النظر نافذةً ومرآةً في آنٍ معًا — ما تراه هو أيضًا انعكاس لقلبك. إذا استطاعت صورة أن تكون ذات معنى ولا تُنسى — جديرة بالوجود بين المليارات التي ننتجها — فقد أدّت عملها.
/Installation_views_of_Marwan_Bassiouni_New_Western_Views_Preview_18_September_5_November_Lawrie_Shabibi_Dubai_Photography_by_Ismail_Noor_of_Seeing_Things_1_0e740d3da1.jpg?size=108.84)
صور لتركيب أعمال مروان بسيوني، ‘New Western Views’. الصورة: Ismail Noor من Seeing Things
— من أثّر عليك؟
— ليس مصوّراً واحداً بقدر ما هي شذرات: رسّامون مثل كلي من أجل تجربة النظر؛ وصنّاع أفلام مثل أندريه تاركوفسكي لإصراره على أن يكون كل وسيط صادقاً مع ذاته. سؤاله — “ما غاية الحياة؟” — ساعدني على البدء من الصفر والتفكير في ما يمكن أن يكونه التصوير الفوتوغرافي دون محاكاة الرسم أو المسرح أو النشاطية الخالصة. أحترم كثيراً من المصوّرين — ومن بينهم روبرت فرانك — لكن رؤية تاركوفسكي للفن والزمن صاغت مقاربتي للغة التصوير الفوتوغرافي نفسها.
— أيّ أفلام تاركوفسكي تؤثر فيك أكثر؟
— التضحية (1986) كان أول ما شاهدتُ له، وقد أذهلني، خاصةً بالطريقة التي يُدخل بها أسئلة الإيمان إلى السينما. المرآة (1975) مهم أيضاً — أقل عن “القصة” وأكثر عن الذاكرة. يدعوك عمله إلى أن تُطيل النظر وتُعمّق التفكير؛ وهذا ما أسعى إليه في الصور.
— كيف تُدير مسألة التصاريح والمتابعة مع المجتمعات التي تصوّرها؟
— أحمل معي كتاباً عن العمل، أشرح المشروع، وأطلب الموافقة. أحياناً أشارك الصور النهائية لاحقاً، وأحياناً لا — بحسب التواصل والسياق. في بعض البلدان، توجد إجراءات موافقة رسمية؛ وإذا لم يسمح الوقت بذلك، أمضي قدماً. فصل المملكة المتحدة وحده يضم أكثر من مئة مسجد، لذا فالمتابعة مع الجميع ليست ممكنة دائماً.
— في النهاية، ماذا تريد لصورك أن تفعل؟
— أن تترجم الضوء — أن تصل الداخل بالخارج في نفس واحد — وأن تتيح لعالمين أن يلتقيا من دون استعراض أو اعتذار. إذا فتحت الصور فضاءً هادئاً ينظر فيه المرء حقاً، فهذا يكفي.