/IMG_2379_d4cd2be311.jpg?size=463.41)
by Alexandra Mansilla
إسراء إيهاب: 'مصر التي أراها تُحَس أكثر مما تُرى'
28 Jul 2025
إذا كنت مهتمًا بمصر، قد تكون تعرف بالفعل إسراء إيهاب، فهي راوية قصص تكشف عن البلد من زاوية فريدة تمامًا — زاويتها الخاصة. من خلال قصصها ستكتشف مساجد مخفية والقصص وراءها، وأسواق محلية ممتلئة بالكنوز من عصور مختلفة، وعمارة مذهلة لا يعرفها سوى السكان المحليون. تظهر كل ذلك بطريقة ملهمة لدرجة أنك قد تجد نفسك تكاد تحجز تذكرة إلى القاهرة.
لكن هنا الأمر: إسراء في الواقع صيدلانية بالمهنة. إذاً، كيف انتهى بها الأمر بمشاركة القصص عن مصر؟ ماذا ألهمها للبدء؟ وما هي تلك الأماكن الخاصة في القاهرة حيث يمكنك حقًا الشعور بروح المدينة؟ سألناها عن كل هذا والمزيد.
— إسراء، انتظري، أنتِ صيدلانية؟ ماذا؟
— بالضبط — أنا صيدلانية، وهذا أمر يفاجئ معظم الناس، خاصةً منذ أن نشاطي على وسائل التواصل الاجتماعي لا يتعلق بالصيدلة على الإطلاق. ومع ذلك، لقد درست الصيدلة وتخرجت في عام 2021. وبعد عام، حصلت على درجة دكتور في الصيدلة (PharmD).
الصيدلة ليست مجرد مهنة حالية لي؛ دراستها شكلت شخصيتي وعلّمتني الكثير عن الحياة لم أكن أعلم عنه من قبل.
— ماذا تحديداً؟
— علمتني أن خلف كل حبة دواء هناك علم، وخلف ذلك هناك أمل لشخص ما في الألم. علمتني الدقة والصبر، وفوق كل شيء، كيف أكون مصدر ثقة ودعم أثناء أصعب لحظات الناس. أظهرت لي كيف أكون إنسانة مسؤولة، وكيف أتعامل مع الألم، وأبحث عن الحلول، وأفهم أن المعرفة الطبية ليست ترفاً — إنها مسؤولية يمكن أن تنقذ حياة.
— كيف بدأت رواية القصص عن وطنك الأم، مصر؟ وهل قمتِ بتغيير من كونك صيدلانية؟
— لقد بدأ كل شيء من حبي للتصوير. كنت ألتقط صور عشوائية للسماء، المباني، السيارات، أي شيء يحتوي على زهور أو أشجار. بعد تخرجي، قررت أنه حان الوقت لاستكشاف المزيد مما تقدمه مصر، مثل القصور والمتاحف. كان ذلك حينما بدأ شغفي بتصوير الأماكن التاريخية والمهمة في مصر فعلاً.
وفي الوقت نفسه، لم أترك مهنة الصيدلة — ما زلت أعمل في مستشفى في نفس الوقت الذي أكون فيه نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
— هل هناك أي شخص في عائلتك متورط في رواية القصص بأي شكل؟
— عائلتي بلا شك أكبر داعم لي، خاصةً لأنهم يشجعونني على زيارة هذه الأماكن وإلهام الآخرين للقيام بنفس الشيء. هذا هو الهدف الرئيسي من حسابي — أن أكون مصدرًا مفيدًا حيث يمكن للناس العثور على كل ما يبحثون عنه في مكان واحد، من المواقع التاريخية إلى المعارض والأحداث الفريدة التي تحدث في أنحاء مصر، بعيداً عن الأماكن المعتادة كالمطاعم أو المحلات.
— ما هي الأماكن في القاهرة التي تذكرك أكثر بطفولتك؟
— شبرا مصر، القاهرة، هو المكان الوحيد في المدينة الذي يذكرني حقًا بطفولتي. إنها منطقة جميلة أحبها بشدة، خاصة لأن تجمعات عائلتنا تُقام عادةً هناك. إنه المكان الذي أشعر بالامتنان له بعمق — إنه حيث بدأت رحلتي لاكتشاف مصر حقًا.
— هل هناك أي أسواق للسلع المستعملة في القاهرة تستحق الزيارة؟
— سوق ديانا وسط مدينة القاهرة حقًا يشعر وكأنك تعود بالزمن للوراء. يُقام كل يوم سبت، ويمكنك العثور على كل شيء قديم يمكنك تخيله — ملابس، ألعاب أطفال، صور شخصية، أدوات مطبخ قديمة، ملاعق عتيقة، ومرآة. إنه كنز حقيقي في قلب القاهرة. لم أقم بشراء أي شيء محدد هناك، لكن مجرد التجول يجعل المرء يشعر وكأنه نُقل إلى عصر آخر.
— لقد لاحظت العديد من المساجد الجميلة على حسابك في إنستغرام. هل هناك مسجد معين في القاهرة (أو في مكان آخر في مصر) يجعلك تشعر بالقشعريرة؟
— أحب مساجد مصر بشكل كبير — ربما تكون هي الشيء المفضل لدي للتصوير. الفخامة، التاريخ، والثقافة تتجمع كلها في مكان واحد. حقًا تستحق القاهرة لقب "مدينة الألف مئذنة" نظرًا للعدد الكبير من المساجد التي تحتويها. من بين الأبرز دائمًا أوصي بمسجد الأزهر، مسجد عمرو بن العاص، مسجد السلطان المؤيد، مسجد السلطان حسن، مسجد ابن طولون ومسجد الرفاعي.
— هل يمكنك تسمية بعض الأماكن في القاهرة حيث تعتقد أن روح المدينة تعيش فعلاً؟
— القاهرة مليئة بالفعل بالمواقع التاريخية. لكن هناك بعض الأماكن التي لا يمكن أن تفوتها، مثل قلعة صلاح الدين، قصر الأمير محمد علي، المجمع الديني، شارع المعز وشارع الصليبة، الذي أعتبره أحد أهم الشوارع التاريخية في المدينة.
بشكل عام، كل زاوية في القاهرة تحمل قصة، خاصة في شوارعها القديمة وأزقتها.
— القاهرة مليئة بالمباني الرائعة التي يمكنك الإعجاب بها للأبد. هل يمكنك ترشيح خمسة مبانٍ يجب على عشاق الهندسة المعمارية مشاهدتها بالتأكيد؟ هل هناك قصص مثيرة وراء هذه المباني يمكنك مشاركتهم؟
— قبل التحدث عن المباني ذات الطرز المعمارية الفريدة، هناك مكان خاص جدًا يستحق الذكر — بيت العمارة المصرية. إنه مركز للإبداع والتوثيق والذاكرة البصرية التي تلتقط روح العمارة المصرية. كما يضم متاحف مخصصة لاثنين من أهم المعماريين في مصر، حسن فتحي ورمسيس ويصا واصف، مما يعرض تطور العمارة المصرية.
أما بالنسبة للمباني نفسها، يوجد قصر الأمير محمد علي، قصر الأمير عمرو إبراهيم، قصر الأمير طاز، والمنازل التاريخية مثل بيت السحيمي في شارع المعز وبيت الكريتلية، الذي يُعرف الآن بمتحف جاير أندرسون.
— هل تستطيع أيضًا أن توصي ببعض الأماكن الشهيرة في القاهرة المليئة بالأساطير الغامضة؟
— ليس هناك مكان واحد محدد في مصر محاط بالأساطير الغامضة، لكن هناك أماكن كثيرة مليئة بالقصص الملهمة والتاريخ الجذاب. تثير انتباهك وتشعل مخيلتك — كل زاوية لديها ما يدهشك ويجعلك تقع في حبها أكثر وأكثر كل يوم.