تفتخر غاليري لوري شبيبي بتقديم المعرض الفردي لديكما سروجى، "مخططات من أجل البعث." سيقام المعرض من 7 مايو إلى 6 يوليو 2024، ويشكل هذا العرض استكشافاً عميقاً للهوية، والتشرد، والتراث الثقافي من خلال رؤية الفنان، والمهندس المعماري، والباحث.
"المعرض هو تحية للأرض وذكرياتها المتأصلة."
تتجاوز مقاربة سروجى متعددة التخصصات الحدود التقليدية، حيث تدمج الفن بالسياسة، والهندسة المعمارية، والآثار. لا تعد أعمالها مجرد تعبيرات جمالية، بل أيضاً تعليقات قوية على القضايا الاجتماعية. بالتعاون مع علماء الآثار والأنثربولوجيين والحرفيين، تصنع سروجى مجموعة متنوعة من الأعمال تشمل التركيبات، وتصاميم المنتجات، وقطع الكتابة، كل منها تتناغم مع سرد عميق وأصداء تاريخية.
ينكشف المعرض في مجالين متميزين: منطقة واسعة تُسمى التضاريس ومساحة شبيهة بالكنيسة الحميمة. داخل القسم الواسع، يلتقي الزوار بمجموعة من التركيبات والمطبوعات الأرشيفية، حيث تمتزج القطع الأثرية الأصيلة بتفسيرات سروجى الخيالية للمناظر الأثرية. يمحى هذا المعرض حقاً الخط الفاصل بين الواقع والخيال، مما يجبر المتفرجين على فحص كل قطعة والتشكيك في أصلها.
ديمة سروجى: "التضاريس هي الأرض ومياهها، وسطحها المستخرج. تتعامل مباشرة مع التربة والماء وتاريخ الأرض. أما الكنسية، فهي ليست مساحة موجودة في موقع معين؛ فهي ليست ثابتة. إنها مساحة روحية مرفرفة لا تشغل مكاناً أو زماناً. الكنسية، من بعض النواحي، هي لحظة البعث في حد ذاتها، بينما التضاريس هي العملية نحو ذلك."
من السمات البارزة في المعرض هو تصوير النوافذ المنحوتة من الحجر والمزينة بالزجاج الملون، تخيل المعالم الأثرية المستقبلية داخل المشهد الفلسطيني. مستلهمة من تقنيات القمارية التقليدية، توفر هذه النوافذ تعليقاً مؤثرًا على تقاطع التقليد والحداثة.
"عمل الأمهات"، سلسلة مؤثرة من مطبوعات الألومنيوم، تكرّم النساء المعروفة باسم "فتيات السلال" - شخصيات صامتة عملت في الأرض لعدة أجيال، وتم تجنيدهن لاحقًا من قبل المؤسسات الغربية لأغراض الحفريات الأثرية. من خلال هذا العمل، تسلط سروجى الضوء على القصص غير المروية من الصمود والاستغلال المتجذرة في تاريخ الشرق الأوسط.
تركيب آخر مؤثر في المعرض هو شبكة من تسع مربعات تعرض أواني زجاجية مستخرجة جزئيًا، مستحضرة تقنيات الأثرية الدقيقة للعالمة المعروفة كاثلين كينون. هذه الأواني، التي تم التنقيب عنها بواسطة عمال فلسطينيين، تعد تذكيرات مؤلمة عن تراث المنطقة الغني وتاريخ النضال في مجال الحفاظ الثقافي.
عرض التركيب، ديمة سروجى: 'مخططات من أجل البعث'، 7 مايو – 6 يوليو 2024، دبي. الصورة بواسطة إسمائيل نور من Seeing Things. برعاية الفنان و لوري شابيبي
"النهر الأحمر"، مجموعة من المنحوتات الزجاجية المصنوعة يدويًا والمعلقة، تعمل كاستعارة مؤثرة لنهر بيلوس، المتلوث بسبب الأنشطة الصناعية القريبة. من خلال هذا العمل، تستكشف سروجى السرديات الشخصية للنزوح والتدهور البيئي، حيث تربط التجارب الفردية بمواضيع أوسع من الذاكرة الجماعية والصمود.
عرض تركيب، ديما سروجى: ‘خرائط من أجل القيامة’، 7 مايو – 6 يوليو 2024، دبي. تصوير إسماعيل نور من رؤية الأشياء. بإذن من الفنان و لوري شابيبي
في الزوايا الهادئة من الفضاء الشبيه بالكنيسة، يستقبل الزوار نسخ عائمة من الأواني الأثرية التي كانت تُقدم تقليديًا للمتوفين. هنا، تعمل الكنيسة كملاذ للتفكر والتذكر، تدعو المشاهدين للتأمل في الماضي أثناء تصور مستقبل من التحرر والانتعاش الثقافي.
"خرائط من أجل القيامة" تتجاوز حدود المعارض الفنية التقليدية، حيث تقدم للزوار رحلة عميقة عبر تقاطعات التاريخ والهوية والذاكرة. من خلال إبداعاتها الرؤية، تدعو ديما سروجى الجميع لإعادة تصور الماضي، واستجواب الحاضر، ورسم مسار نحو مستقبل أكثر شمولية واستنارة.