منذ عامين، لم أكن راكب دراجة. ليس حقًا. كانت لديّ دراجة طريق مستعملة تبدو وكأنها شهدت عقودًا أفضل، وبدالات مسطّحة تجعل كل طلعة سكتشًا كوميديًا، — والأسوأ من ذلك — بلا شورت بحمّالات (bib shorts). نعم، كنت أركب بملابس عادية، كأي شخص عادي. ولا حتى سترافا. لم يكن الأمر عن مطاردة KOMs أو مقارنة الواطات؛ كان عن إنقاذ رأسي. بدأت أبدّل لأجل صحتي النفسية لأن التقدّم على عجلتين كان يبدو الطريق الوحيد لأحافظ على سلامتي العقلية.

بعد سنتين، صرت أركب أسرع بمرتين، أطول بمرتين، وأقوى بمرتين. خسرت 16 كيلوغرامًا من دون أن أضع قدمًا على جهاز المشي. نومي أعمق، نظامي الغذائي أنظف، عاداتي أكثر انضباطًا، وروتيني اليومي مبني حول متعة (وأحيانًا ألم) ركوب الدراجة. ليس مبالغة أن أقول إن هذه الرياضة أنقذت حياتي — ليس جسدي فقط، بل عقلي أيضًا.

والآن، أنا مستعدّ لأُنقذ حياتك أنت أيضًا. لأن ركوب الدراجة في دبي ليس مجرد دراجات وخوذ؛ بل هو استعادة ذاتك، طلعة بعد طلعة. نعم، الجو حار، نعم، أحيانًا يبدو غير منطقي، لكنه سيغيّرك — إذا سمحت له.

إليك الحقيقة: لا تحتاج أن ترهن شقتك من جديد لتبدأ ركوب الدراجة. الأساسيات اثنتان فقط: دراجة طريق وخوذة. هذا كل شيء. كل ما عدا ذلك جميل، يصلح للإنستغرام، وفي النهاية مُغرٍ بشكل مُدمن — لكنه غير ضروري للبداية.

إذا لم تكن متأكدًا أنك جاهز للالتزام، استأجر أولًا. DXBike والقدرة متاجر الدراجات سيعطونك بسعادة دراجة طريق محترمة لساعة (ابتداءً من 60-70 درهم) أو ليوم. جرّبه، اعرق، تذمّر، قَعْ في الحب، ثم قرّر إن كنت ستشتري.

وعندما تشتري، ابدأ بالرخيص. اختر شيئًا يعجبك شكله — نعم، اللون مهم إن كان سيجعلك ترغب في ركوبه. لا تصرف عشرات الآلاف على هياكل إيروديناميكية وعجلات كربون فورًا. صدّقني، «الترقيات» لا تنتهي، وحسابك البنكي سيتعلم البكاء بصمت ليلًا.

دبي ليست كوبنهاغن. وليست حتى مايوركا. الصباح 40 درجة مع رطوبة قد تُغرق جملاً. يجب أن تشرب الماء باستمرار، حتى في الطلعات القصيرة. قارورتان على الأقل — واحدة ماء، والثانية إلكتروليتات. إن نسيتَهما، ستتحوّل إلى زبيب بشري قبل شروق الشمس.

وواقي الشمس. لا يهم إن كنت تركب عند السادسة صباحًا. الشمس هنا تحرق كفاتورة كهرباء غير مدفوعة. احصل على واقٍ من الشمس مقاوم للعرق بعامل حماية (SPF)، وأعد وضعه إذا توقفت للقهوة، وتقبّل أن خطوط السمرة هي الشارة الحقيقية لراكب الدراجة في دبي.

قبل حتى أن تثبّت الحذاء في الدواسات: قم بالإطالة. أوتار الركبة، العضلات الرباعية، الوركان. خمس دقائق كافية لتمنع ركبتيك من كرهك.

بعد الجولة: استحم أولاً، سترافا لاحقاً. أعلم مدى إغراء أن ترفع جولتك فوراً لتثبت أنك عانيت أكثر من أصدقائك. لكن لن يُعجب أحد بالمقطع الخاص بك إذا كانت تفوح منك رائحة جيفة صحراوية عند محطة القهوة. استحم، ثم تباهَ على الإنترنت.

ركوب الدراجات هنا مُتاح ومدعوم بشكل مُدهش، إذا كنت تعرف الأماكن:

طرقات دبي آمنة على نحو مُدهش لراكبي الدراجات — إذا اخترت بحكمة. ابدأ دائماً على مسارات الدراجات. ولا تنتقل إلى الطرق إلا بعد أن تبني القدرة على التحمل والثقة. وفقط في الصباح الباكر، حين تكون الحركة المرورية خفيفة.

قواعد للنجاة: قد بشكل متوقّع، وأشّر بشكل مبالغ وواضح، ولا تفترض أبداً أن السائق يراك. غالباً لا يراك. ولكن عندما تكون جاهزاً، يفتح لك ركوب الطرق مسافات وسرعات لن تحصل عليها في المسارات الدائرية.

عندما تُدمن الأمر (وستفعل)، استكشف خارج المدينة:

ركوب الدراجات في دبي سيُحبِطك، ويُنهكك، وقد يُفلسك ترقية بعد أخرى. لكنه سيمنحك أيضاً حرية، ومجتمعاً، وجولات فجر تشبه الصحوة الروحية، وأرجلاً تجعل بنطال الجينز يغار.

فابدأ ببساطة. استأجر دراجة. اعرق. اضحك على نفسك. وتذكر: كل درّاج في دبي، من المحترف المرتدي عتاد أيرو إلى المبتدئ المتمايل، بدأ بعجلتين، وخوذة واحدة، وفكرة مشكوكاً فيها جداً مفادها أن هذا سيكون «ممتعاً».

ومن بعدها لم يتوقفوا أبداً.