لقد اكتشفت مؤخرًا خدعة للاسترخاء: عندما يشعر عقلك بالضغط الزائد، ركز على شيء صغير لم تلاحظه من قبل. رائع جدًا في الواقع — وقد أثار فكرة.

بمساعدة "وداعًا جميرا القديمة"، المشروع على إنستغرام ل مريم صقر المري، نحن نسير في حيها — وهو مكان مُفعم بالمعالم الشخصية، والذكريات الهادئة، والزوايا المنسية. لكن هذه ليست جولة إرشادية عادية.

الخريطة التي أشاركها عاطفية أكثر منها دقيقة. تشير العلامات إلى أماكن يمكنك الاستراحة فيها، أو التنفس، أو ربما الحصول على قهوة — كل شيء آخر لا يأتي بعنوان ثابت، بل تلميحات لطيفة. لذا اعتبر هذا علاجاً مجانيًا. كل ما تحتاجه هو التجول، والتدقيق قليلاً، وملاحظة شيء لم تره من قبل.

قبل أن نبدأ جولتنا في جميرا، فلنتوقف للحظة — من الذي يرشدنا؟

"وداعًا جميرا القديمة" هو أرشيف صور من إنشاء الفنانة الإماراتية مريم صقر المري. تم إطلاقه في عام 2021، وحقق متابعة مخلصة عبر الإنترنت — أشخاص جذبتهم النظرة الحنينية إلى حي يختفي ببطء. كيف بدأ كل هذا؟ سألنا مريم.

— هل تعيشين في جميرا بنفسك؟ ما الذي جعلك تختارين هذا المكان بالتحديد للتركيز عليه؟

— في الحقيقة، لقد نشأت في جميرا وما زلت أعيش هنا اليوم. أعيش في فيلا تقليدية قديمة من طابق واحد — وما زلت مغرمة بسحرها. لذا لم يكن اختيار المنطقة للتركيز عليها قرارًا صعبًا.

— ما هو أول مكان التقطت له صوراً؟

— أول مكان التقطت له صور كان بالفعل منزل جاري أثناء هدمه — كان ذلك في يوليو 2021، في وسط الجائحة. أتذكر تساؤلي عما إذا كانت الأسرة ستعود لجمع أشجارهم ونباتاتهم المحفوظة قبل أن يختفي كل شيء. لكنهم لم يعودوا أبدًا. حينها أدركت أنني يجب أن أبدأ في توثيق ما تبقى — المعمار، الذكريات، نسيج المكان.

قريباً، لاحظت بيوتًا أخرى حول جميرا تلاقي المصير ذاته. وكشخص يحب التصوير والبحث دائمًا، شعرت برغبة في أرشفة هذه التغيرات قبل أن تذهب إلى الأبد. المشروع حقق انتشارًا ملحوظًا بعد أن نشرت الرسم الجرافيتي الأصلي "وداعًا جميرا القديمة" — الذي أثار تفاعلاً. بدأ الناس يلاحظون، ويتذكرون، وحتى يشاركون صورهم الخاصة بالبيوت قبل الهدم. كانت تلك نقطة التحول — عندما انتقل من أرشيف شخصي إلى ذاكرة جماعية.

— كيف تكتشفين أماكن جديدة للتصوير؟

— بصراحة، هم في كل مكان — في كل زاوية تقريبًا. من السهل اكتشاف علامة الهدم. دائماً ما أمزح أنني لا أعرف إذا كنت أجد البيوت أم هي التي تجدني. فقط أشعر بأني أحتاج إلى إعطائهم صوتًا واعترافًا صغيرًا.

شيء آخر هو الناس — مع نمو المشروع، بدؤوا يدعوني أو إرسال نقاط إلي. لذا لم تعد صفحتي فقط؛ لقد أصبح حقيقةً مساحة مجتمعية.

— هل كانت هناك أماكن جعلتك ترغبين في التعمق في تاريخها؟

— أحصل على هذا السؤال كثيرًا، خاصة من المتابعين. ولكن الحقيقة هي، أنني لا أخرج للبحث عن القصص الخلفية. أترك البيت يتحدث عن نفسه.

ما أحاول التقاطه هو الروح — العمارة، الأجواء، الحضور الهادئ للمنزل نفسه. وغالبًا ما يكون ذلك كافيًا للغاية. الكثير من الأشخاص يرسلون لي رسائل تقول إن صورة معينة ذكرتهم بمنزل طفولتهم أو أثارت لديهم موجة من الحنين — وهذا، بالنسبة لي، هو النوع الأكثر تأثيرًا من التاريخ.

المحطة الأولى: تو ذا مون آند باك كوفي

الموقع: لا بلاج ريزيدنس، شارع الأثر

يقع هذا المقهى الصغير بجوار قناة دبي — مكان قريب من قلبي، حيث كان يقف منزل طفولتي هناك حيث يجري الماء الآن. في هذه الأيام، أجد نفسي غالباً أعود إلى "تو ذا مون آند باك كوفي" — مكان محلي وعربي جداً.

ماذا تجرب؟ سلطة الصيف أبل كرنش — التوازن المثالي بين الحلاوة والحموضة. ولا تغادر دون تذوق شريحة من فطيرة بينا كولادا.

جوهرة مخفية قريبة: ابحث عن الجذور — الجدار في بداية الحي. ستتعرف عليه سريعاً، لأنه هو الذي ألهم اسم هذا المشروع. المكان الذي بدأت فيه القصة.

المحطة الثانية: موي سبيشلتي كوفي

الموقع: 31A St, أم سقيم

أحب كل شيء هنا — من الأجواء الهادئة والدافئة إلى الاسم نفسه. "موي" في اللهجة الإماراتية يعني "موجة"، مما يجعل الإحساس أكثر محلية.

ماذا تجرب؟ إذا كنت تحب الحلا، فإن ملك شيك الأوريو هو الاختيار المثالي. ولكن إذا كنت من عشاق القهوة مثلي، جرب الكابتشينو — الاختبار الحقيقي لكوب قهوة مثالي.

جواهر مخفية بالقرب منك: أولاً، قم بالتجوال وابحث عن المنازل باللونين الأزرق والأبيض. قد تبدو للوهلة الأولى يونانية، ولكن عند الفحص عن قرب، ستدرك أنها لا يمكن أن تكون إلا محلية.

ثم، اتجه نحو شاطئ جميرا، قبل برج العرب مباشرة، ستشاهد فيلا قديمة جميلة مجمدة في الزمن — مكان رائع للصور.

المحطة الثالثة: هابي

الموقع: حديقة الخزان، شارع الصفا

مدسوس في حديقة الخزان، يُعرف (هابي) ببرجره — ولكن النجم الحقيقي هنا هو الآيس كريم. يقدمونه بأشكال متعددة: السندويشات، الكرات، المصاصات والشربات.

ماذا تحاول؟ كل شيء حقاً رائع، لكن الذي أذهلني حقاً كان آيس كريم البندق المثلج بالتوت والشيكولاتة المحاط بالمارشميلو.

الجوهرة المخفية القريبة: في نفس الحديقة، ستجد خزان مياه قديم ملفت للنظر، مطلي باللونين الأبيض والأزرق - معلم جميل لا يزال قائماً في وسط دبي الحديثة. ثم هناك شيء أبسط، ولكنه مميز بنفس القدر: شجرة غاف جميلة قديمة.