/556c_2_5a63cb7853.jpg?size=165.44)
by Sofia Brontvein
لماذا تُعتبر أيام الراحة أصعب من التمارين
6 Oct 2025
Image: Midjourney x The Sandy Times
أكره أيام الراحة. تبدو ناعمة على الورق — نم لوقت متأخّر، فوّت التمرين، وأخيرًا ارتدِ ملابس عادية غير مبلّلة بالعرق. في الواقع؟ إنها قاسية. حين تعتاد التدريب تسع ساعات في الأسبوع، تصبح الحركة أكسجينًا، وروتينًا، وهويةً. وفجأة يصرخ التقويم في وجهك: راحة، وكأنها عقوبة. أستيقظ قلقًا، متململًا، أتصفّح Strava لأرى ما يفعله الآخرون. أشعر بالذنب لأنني لا أتعرّق، لا أتحرّك، لا أُثبت شيئًا. بطريقةٍ ما، يبدو «عدم الفعل» أصعب من أن أجرّ نفسي عبر تمارين الفترات عند شروق الشمس.
ومع ذلك — وهذه هي المفارقة المُرّة — الراحة هي حيث يحدث العمل الحقيقي.
/8b4_2_7b49e440fe.jpg?size=231.58)
صورة: Midjourney x The Sandy Times
مفارقة التقدّم
سيخبرك كل مدرّب وكل فيزيولوجي بالحقيقة نفسها التي يمضي الرياضيون سنوات يحاولون مقاومتها: أنت لا تصبح أقوى أثناء التمرين. تصبح أقوى بعده، خلال التعافي. التدريب ضرر مُتحكَّم به — تمزّق ألياف العضلات، وتستنزف الجليكوجين، وترتفع هرمونات التوتّر. تأتي المكاسب لاحقًا، في السكون. تعيد العضلات بناء نفسها أقوى، وتتضاعف الميتوكوندريا، ويتجدّد مخزون الجليكوجين، وتتعادل الهرمونات.
تتجاوز ذلك، فيثور الجسد. يتوقّف الأداء عن التحسّن. يرتفع الكورتيزول. يتداعى النوم. يتفاقم خطر الإصابة بشكل هائل. لدى طب الرياضة اسم سريري لهذه المعاناة: متلازمة الإفراط في التدريب. الأعراض؟ إرهاق لا يزول. تقلبات مزاجية. اكتئاب. أرق. ذلك الشعور المروّع بأنك تجرّ جسدك عبر التدريب لكنك تصبح أبطأ، لا أسرع. ليست ضعفًا — إنها البيولوجيا تقول: كفى.
المفارقة؟ معظمنا يخاف الكسل أكثر مما يخاف الانهيار. نفضّل المخاطرة بالإصابة على الاعتراف بأن السكون قد يكون قوّة.
لماذا يبدو الأمر صعبًا للغاية
العلم يفسّر الجانب الجسدي. أما الجانب النفسي فأسوأ. أيام الراحة تهاجم هويتك. حين تبني قيمتك الذاتية على الانضباط، وحين تخبرك مقاييسك — الوتيرة، والقوة، ومعدّل ضربات القلب — من أنت، تبدو الراحة محوًا. إذا لم أتدرّب اليوم، هل ما زلتُ رياضيًا؟ إذا لم أتعرّق، هل ما زلتُ أستحق العشاء؟
نعيش في ثقافة تقدّس «الكدّ». اعمل أكثر، وابذل جهدًا أشدّ، ونم عندما تموت. ثقافة اللياقة تضاعف الرهان: لا ألم، لا مكسب. الراحة ضعف. التوقّف فشل. لذا، حتى عندما تعرف العلم، وحتى حين يصرخ جسدك طالبًا مهلة، يهمس عقلك: واصل.
ماذا تعني الراحة حقًا
وهذا ما اضطررت لتعلّمه بالطريقة الصعبة: الراحة ليست غياب الانضباط. إنها الانضباط. يستطيع أيّ شخص أن يرهق نفسه حتى الإنهاك. يتطلّب الأمر قوّة حقيقية لتتوقّف، ولتتعافى، ولتثق بأن السكون جزء من التقدّم.
والراحة لا يجب أن تعني الانهيار على الأريكة. هناك تعافٍ نشط: المشي، واليوغا، والسباحة البطيئة، والإطالة. وهناك تعافٍ ذهني: الكتب، والموسيقى، والأحاديث الطويلة، والوقت في الطبيعة. وهناك حتى تعافٍ إبداعي — الفخار، والسالسا، وكتابة اليوميات — أشياء تذكّرك بأنك أكثر من مجرد VO₂ max.
الغاية هي الخروج من وضعية الضغط، وترك الجسد يُصلح نفسه، ومنح الجهاز العصبي إذنًا ليهدأ.
/20_2_2f04da0ad0.jpg?size=270.25)
صورة: Midjourney x The Sandy Times
كيف ترتاح من دون أن تفقد صوابك
- حدّد موعده. إذا تعاملت مع التعافي كأمر اختياري، ستتجاوزه. ضعه في تقويمك مثل أي تمرين.
- أعد صياغته. لا تسمّه «لا تفعل شيئًا». سمّه «إعادة البناء». هذا ما يحدث فعلاً.
- افعل شيئًا بسيطًا. امشِ، تمطّ، خذ قيلولة. الفعل أقل أهمية من النيّة: أن تستعيد عافيتك.
- انتبه لغرورك. سترافا يمكنها الانتظار. لا أحد يهتم بأنك لم تركب الدراجة اليوم. لم يلاحظ ذلك أحد حتى.
- تذكّر المدى الطويل. أنت لا تتدرّب لأجل اليوم. أنت تتدرّب للشهر القادم، للسنة القادمة، للعقد القادم. طول العمر هو القوة الحقيقية.
القوة الهادئة
نعم، ما زالت أيام الراحة تؤرقني. ما زلت أشعر بالذنب حين أتخطى جولة، وما زلت أتوتر عندما أرى الأصدقاء يسجلون الكيلومترات. لكنني أذكّر نفسي: التعافي ليس ضعفًا. إنه القوة الهادئة تحت كل ذلك الضجيج.
لأنه في نهاية المطاف، الانضباط الحقيقي ليس أن تدفع بقوة أكبر. بل أن تعرف متى تتوقف.
وأحيانًا، أشجع ما يمكن أن تفعله لجسدك هو ألا تفعل شيئًا على الإطلاق.