/0_9c0bf28cd1.jpg?size=56.76)
by Alexandra Mansilla
‘عقلنا هو ساحة المعركة الحقيقية’. سارة فارس عن الصحة النفسية والإيمان
10 Oct 2025
Image: Midjourney x The Sandy Times
اليوم هو اليوم العالمي للصحة النفسية — تذكار بأن خلف كل ابتسامة، وكل نجاح، وكل «أنا بخير»، هناك عقل خاض معارك قد لا نراها أبدًا.
مؤخرًا، التقينا بـ سارة فارس — مصممة وفنانة وحكّاءة صاغ الإيمان والإبداع والصلابة حياتها. تتحدث سارة بصدق نادر عن القلق والهلع وعملية إعادة بناء الذات بهدوء من الداخل.
تذكّرنا كلماتها أن الشفاء ليس متعلقًا بالكمال — ولا يحدث بسرعة أبدًا. إنه عن تعلّم الجلوس مع عقلك بدل الهروب منه، ورؤية أن المعركة التي نخوضها ليست ضد العالم، بل داخل أنفسنا.
اقرأوا مونولوجها.
قررتُ أن أشارك قصتي لأنه إن ساعدتُ شخصًا واحدًا فقط على فهم عقله بشكل أفضل، فذلك يستحق الحكاية. كخالة لستة عشر من أبناء وبنات إخوتي، أريد أن أكون أثرًا إيجابيًا — شخصًا يساعدهم على أن يفكروا ويشعروا ويقوَوا. لذلك كل ما أفعله — سواء في الموضة أو الفن أو الكلمات — يحمل معنى وغاية.
كل طفل يواجه نوعًا من الصراع النفسي، رغم أن معظمهم لا يدركون أنه كذلك. كنتُ محظوظة — أو ربما قوية بما يكفي — لأنني أدركتُ مبكرًا أن ما كنت أشعر به مرتبط بصحتي النفسية. وبدلًا من إسقاطه على الآخرين، بدأت أبحث عن النوع الصحيح من المساعدة وأتعلّم كيف يعمل عقلي.
حتى وأنا مراهِقة، كنت أسأل نفسي: «لماذا يتحدث إليّ هذا الشخص بهذه الطريقة؟ ماذا فعلتُ له؟» هناك فهمت لأول مرة معنى الإسقاط — أن الناس كثيرًا ما يتصرفون انطلاقًا من ألمهم هم، لا بسبب ما فعلتَه أنت.
ترعرعتُ في مدرسة لبنانية في بنما وتعرّضتُ للكثير من التنمّر. في البداية، لم أفهم لماذا. وفي النهاية، أدركتُ أن الذين آذوني كانوا غالبًا يكررون ما اختبروه في منازلهم. لكن لم يشرح لي أحد ذلك — آنذاك، لم تكن الصحة النفسية أمرًا نتحدث عنه. اضطررتُ إلى اكتشاف ذلك وحدي.
في سن الثامنة عشرة، ذهبتُ إلى العلاج النفسي لأول مرة. كنت أجلس لساعات، أتحدث وأفكّر، «حسنًا، لكن أين الحل؟» إلى أن أدركتُ أخيرًا — لا أحد يمكنه أن يعطيك الحل. عليك أن تصنعه بنفسك. هذا الإدراك علّمني المسؤولية، وكانت تلك أول خطوة إلى الأمام.
مع الوقت، تعلمتُ أن التعاطف هو المفتاح. عندما كان أحدهم فظًا — غريبًا كان أو صديقًا أو أيًّا كان — اخترتُ أن أبقى لطيفة. ابتسامة بسيطة، ردّ لطيف. تلك الاختيارات اليومية الصغيرة أصبحت ممارستي. لا تستيقظ متعاطفًا؛ أنت تبنيه فعلًا بعد فعل.
وتعلمتُ أيضًا أن العيش بدور الضحية لا يوصِل إلى أي مكان. لو واصلتُ القول: «مسكينة أنا، الجميع ضدي»، لبقيتُ عالقة إلى الأبد. لذا وعدتُ نفسي أن أواجه كل صدمة قبل أن أتزوج — لأنني لم أرد أن أنقلها. كان الشفاء عملًا شاقًا، لكنه كان يستحق.
/2_5d35be5b60.jpg?size=38.87)
الصورة: Midjourney × The Sandy Times
لكنني كنت لا أزال مراهِقة. ومع الوقت، تحوّلت المشاعر غير المعالجة إلى قلق. بدأتُ أعاني نوبات هلع — أحيانًا أربع مرات في الأسبوع. كنت أجلس على العشاء، محاطة بالضحكات، بينما في داخلي أرتجف ويتسارع خفقان قلبي. لم يكن أحد يعرف ما يحدث. في المرة الأولى، ظننت أنني أموت. ذهبتُ إلى المستشفى وبقيتُ ساعات، لأكتشف أنها نوبة هلع — أفكاري كانت تخرج عن السيطرة في دوّامة.
فبدأتُ أمارس الوعي داخل نوبة الهلع نفسها. عندما كانت تأتي، كنت أقول لنفسي: «حسنًا، لقد عدتِ — لكنني لا أخافك. لنتحدث.» ذلك الحوار الذاتي غيّر كل شيء. بدلًا من المقاومة، قابلتُ الهلع بالتعاطف. كنت أسأل نفسي: "هل أثارني شيء؟ هل أستطيع التحكم به؟ لا؟" إذن سأتركه يمضي.
أحيانًا كنتُ أهمس: «هذه الطاقة ليست لي. بسم الله الرحمن الرحيم، أحرّرها.» رويدًا رويدًا أهدأ.
ابتكرتُ «حِيَل» ذهنية. كلما ظهرت فكرة سيئة، كنت أقول: «احجب. احجب. هذا ليس أنا.» قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه نفع. درّبتُ عقلي على حماية سكينتي بدل تغذية خوفي.
هناك بدأتُ أرى كيف يرتبط الروحاني بالسيكولوجي. ساعدني العلاج — خصوصًا EMDR، وهو علاج يركّز على الصدمات يساعد على إعادة معالجة الذكريات المؤلمة. لا يمحو ما حدث، لكنه ينزع سلطته عليك.
صار الإيمان مرساتي. بالنسبة لي، التوكّل — الثقة الكاملة بالله — هو أسمى أشكال التخلّي. حتى إنني أرتدي سوارًا لأذكّر نفسي. كلما حدث شيء، ألمسه وأقول: «توكلت». يعيدني ذلك إلى التسليم والثقة.
كلما ازدادت ثقتي، ازدادت الحياة هدوءًا. توقفت عن محاولة السيطرة على كل شيء أو إرضاء الجميع. أصبح التجرّد حرية.
وبدأتُ أتعامل مع نفسي كصديقة. إن شعرتُ بالحزن، كنت أقول: «لا بأس. يحق لك أن تشعري بهذا — فقط لا تعيشي فيه.» لأن حب الذات ليس عن الكمال؛ بل عن أن تكون حاضرًا لنفسك حين لا يكون أحد.
معظم الناس يريدون سعادة سريعة، لكن النمو الحقيقي يحتاج إلى صبر. القبول يأتي أولًا. ما إن تقول: «نعم، هذه هي حقيقتي»، حتى يبدأ كل شيء في التغيّر.
من خلال كل ذلك، تعلّمتُ أن العقل هو ساحة المعركة الحقيقية. إنها نحن ضدّ أنفسنا — أفكارنا، مخاوفنا، خياراتنا. والسؤال هو: هل سأسمح للظلام أن يعبث بعقلي، أم سأعيش في النور؟
بالنسبة لي، ذلك النور هو الله. الصلاة هي يقظتي الذهنية — اللحظة التي يمنحني الله فيها كل يوم لأتوقف، أتنفّس، وأعود إلى الحاضر.
يتحدث الناس عن النور في نهاية النفق — لكن ما لا يدركونه هو أن النور موجود فينا أصلًا. وحين تُدخل ذلك النور إلى عقلك، تفهم: هناك دائمًا مخرج.