image
Music
People

by Barbara Yakimchuk

السفر عبر الزمن بالموسيقى: طفولة نجلاء سعيد

22 Oct 2025

قصص الآباء هي دائمًا ما يُحرّكني أكثر من غيرها — ربما لأنني أشعر، في أعماقي، بمدى امتناني لوالدي على ذلك الحب الراسخ الذي منحني إياه في طفولتي (وما يزال يمنحني إياه حتى الآن). وهذا بالضبط ما حدث مع قصة نجلا.

الموسيقى شيء سحري بحق — لديها طريقة لنبش ذكريات كنت تظن أنها طُمرت منذ زمن بعيد. لكن حين لا ترتبط بزمان أو مكان فحسب، بل تعيدك إلى شخصٍ ما — هناك تحديدًا يكون وقعها مختلفًا تمامًا. فجأةً، تكاد تشعر بهم هناك — يجلسون بجانبك، يقودون السيارة، أو يبدون تعابير مضحكة عبر طاولة الطعام. وفي تلك اللحظة، يبدو الأمر وكأنه ذلك «إلى الأبد» الذي يتحدثون عنه في الأفلام الكوميدية الرومانسية.

نجلا سعيد، وهي مصوّرة مصرية تقيم اليوم في ألمانيا، شاركت قصة هي كذلك تمامًا — رقيقة، مفعمة بحبها لوالدها، وملفوفة بالأغاني التي كانا يستمعان إليها معًا.

في أحد أيام الصيف على الساحل الشمالي في مصر، كنت طفلة صغيرة أعبث في أرجاء البيت حين عثرتُ بالصدفة على بعض مواد المسبح الكيميائية. حتى يومنا هذا، لا فكرة لديّ كيف حدث ذلك، لكنني ما زلت أتذكر اللحظة التي ارتكبتُ فيها خطأ فرك عينيّ بيديّ — والصراخ الذي تلا ذلك. لم أعد أرى شيئًا، وكنت عاجزة تمامًا، إلى أن اندفع أبي إلى الداخل وهو في حيرة تامة مما جرى.
من دون تردد، وبشكلٍ غريزي، وضع المسحوق نفسه في عينيه، فقط ليفهم ما كنت أشعر به. والشيء التالي الذي أتذكره أننا، ونحن شبهَ فاقدَيْن للبصر، ركضنا نحو المسبح وقفزنا مباشرةً.
قد يبدو ذلك مؤلمًا — وعلى الأرجح كان كذلك — لكن، بطريقةٍ ما، حوّل قراره مشاركة ألمي قبل فعل أي شيء آخر تلك اللحظة إلى واحدةٍ من ذكريات طفولتي المفضلة. وأجرؤ على القول: بل وكانت شبه خالية من الألم.
لذا، فهذه تحيّة إلى الأغاني الرائجة التي كنت أستمع إليها مع والدي وأنا طفلة.
— نجلا سعيد
image
image
image